أبحث عن موضوع

الأربعاء، 8 مارس 2017

أحلامُهُ مقزّمةْ ................ بقلم : رمزي البعيني / سوريا




ما عادَ يعانقُ الأساطيرْ
هجرَتْهُ الأغاني الملهمة
ودربَ الشعاعِ المنيرْ
الحارسُ غافلَهُ
تغلغلَ داخلَهُ
قتلَ فراشتَهُ المُغرَمةْ
قيَّد الحمامَ والعصافيرْ
أهداهُ بومةً شمطاءَ هرمةْ
وغراباً بالشؤمِ يستطيرْ
سمّاهُ مكرِمةْ
شنقَ العاصفةَ والأعاصيرْ
أطّرَ له نومَهُ وحلمَهْ
فالأفقُ كحليٌّ أسودُ مريرْ
والسماءُ منذرةٌ متبرِّمةْ
لا شمسَ تدفئُ أو تنيرْ
لا تلمعُ نجمةْ
وقمرٌ باهتٌ يعوي صغيرْ
تحيطُهُ العتمة
اكتمالُهُ لذئبٍ شرسٍ خطيرْ
والغرفةُ رطْبةٌ مظلِمةْ
الأرضُ يغطّيها حصيرْ
النافذةُ يتيمةٌ مغلقةٌ معتِمةْ
والحائطُ كبيرْ
تزيِّنُه ملحمةْ
تحيطُها صورةُ الأمير القديرْ
الهواءُ متعفِّنٌ تنقصُهُ النسمةْ
والتنفسُ عسيرْ
السقفُ تسكنُه عرّافةٌ قزمةْ
أنفُها ضخمٌ عالي الشخيرْ
تزجرُهُ لنكرانِ النعمةْ
لديكَ غرفةٌ وانفٌ صغيرْ
اسمعْ أمرَ المندوبِ الأسمى
اِحلمْ بحدِّكَ الأدنى
رغيفٌ مبلَّلُ
أمنٌ مفصَّلُ
ولا بأسَ ببسمةْ
تتعطفُ وتستجيرْ
هذه غايتُكَ العظمى
بل هذا كثيرٌ كثيرْ
اطلبِ المغفرةَ والرحمةْ

اللوحة للفنان زياد الزعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق