وَ أَعْرِفُ أَنّي لَسْتُ حُرًّا و إنَّمَا
أُبَرِّئُ نَفْسِي مِنْ عِبَادَةِ آدَمَا
كَذَلك عِشْتُ الْيَوْمَ وَالْأَمْسَ قَبْلَهُ ...
وَلَنْ أَعْبُدَ الْإِنْسَانَ مَهْمَا تَعَاظَمَا
وَرِثْتُ عَنِ الْأَعْرَابِ كُلَّ شَمَائِلِي
وَ لَكِنَّنِي لاَ أنْصُرُ الْإِنْسَ ظَالِما
فمَنْ يُعْلِ صَرْحاً مِنْ رِمَالِ خَيَالِهِ
يَعِشْ بِقُصُورِ الْوَهْمِ كَالْعَبْدِ خَادِمَا
وَأَعْرِفُ أَنَّ الشِّعْرَ يَفْعَلُ كَالْهَوَى
يَرُدُّ خَشِينَ الْقَلْبِ كَالصُّبْحِ نَاعِما
يفُكُّ حِبَالَ الصَّوْتِ مِنْ عُزْلَةِ الصَّدَى
وَ يَجْعَلُ مِنْ جَارِ الْكُهُولَةِ هَائِما
أَنَا عَرَبِيٌّ هَلْ نَسَيْتُمْ مَلاَمِحِي
لَقَدْ كَادَ جُرْحِي أَنْ يُزيلَ الْمَعَالِمَا
طُرِحْتُ هُنَا أَرْضًا كفَأْس بِلاَ يَدٍ
إِذَا جَدَّتِ الْأَيَّامُ زَادَتْ تَقَادُمَا
أَرَى الدَّهْرَ كَالرِّئْبَالِ يَعْوِي بِمَسْمَعِي
بِغَابٍ أَنَا مَا نِمْتُ قَدْ بِتُّ هَائِمَا
وَإِنِّي رَأَيْتُ الْعُرْبَ فِي السُّوقِ سِلْعَةً
يُبَاعُونَ أَوْطَانَا بِبِضْعِ دَرَاهِمَا
هَرِمْنَا وَ مال الْعَزْمُ عَنَّا مُبَكِّرًا
وَ لَمْ تَرْتُقِ الْأَيَّامُ هذي العزائمَ
بوشعيب العصبي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق