أبحث عن موضوع

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

كابوس ( نص مسرحي )............. بقلم : ناهد الغزالي/ تونس



المشهد الأول:
في آخر خشبة المسرح طاولات وكراس، مكتب وبعض الأشخاص، شمال المسرح خمسيني يجلس على كرسي يحمل آلة العود، يسلط الضوء على طفل يجلس في وسط المسرح،
وفجأة تتعالى أصوات طائرات و يدخل رجل ملثم يدوس الياسمين الملقى على الأرض، ثم يخرج بسرعة.
الطفل: إنه الكابوس الذي يزورني كل ليلة،
هل أخبرهم بنهايته؟
ثم يجلس على ركبتيه وهو يجمع الياسمين الملطخ بالدم، يحتضنه باكيا ثم يقف ليصدح صوته بلحن حزين، ويرافقه الرجل الذي يجلس يسارا بالعزف على العود.
- يا دائس الياسمين، يا زارع القهر والأنين، في يدي اليمنى قطعة خبز ملطخة بدم الشهيد وفي اليد اليسرى دمية أختي، تحتضر يوم العيد،
أغلقت الطرق و نامت طفولتي في العراء تلتحف السماء، متوسدة الأماني العارية..
تحاصرني دبابات ظالمة فأسرع إلى حضنك الدافئ يا وطني.
[تبعث موسيقى وأصوات قصف، ويواصل الطفل الغناء]
- وتسقط الدمية تحت ركام هذا المكان و أسافر بعيدا أحلم بالأمان.
[تشتعل الأضواء ويصفق الأشخاص الجالسين في الخلف.]
الرجل الخمسيني: أحسنت يا بني فكرة رائعة.
[يحتضن الطفل و يسدل الستار]
المشهد الثاني:
[ الديكور نفسه، طاولات وكراس ومكتب في آخر المسرح، الرجل الخمسيني على الجهة اليسرى، يسلط الضوء على الشابين مجتبى و وحيدة وهما يرقصان و يجمعان الياسمين المتساقط على الأرض، ويرافقهم الخمسيني بالعزف على العود]
مجتبى: قبل أن تمطر السماء سوادا، ويسيل كحلك حبيبتي، حدادا، دعيني أطوق جيدك بطوق الياسمين.
وحيدة: عدني حبيبي أولا،.
مجتبى: أعدك يا مهجة الروح أن أسعدك طول حياتي، وأفرش دربك ياسمينا وجوري وزنبقا و بيلسانا.
[ تبتعد عن حبيبها قليلا وتتوجه نحو الجمهور]
- الكابوس، الكابوس، هل أخبره بما يسرق النوم مني؟
مجتبى ضاحكا: هل غيرت رأيك حبيبتي؟ أراك شاردة الذهن، ما خطبك يا توأم الروح؟
وحيدة تداعب حبيبها: لا تتركني أبدا،
[ يرقصا قليلا ويواصلا جمع الياسمين، ثم تشتعل الأضواء و يصفق الأشخاص المتواجدون في الخلف، و يقبل الشابان الرجل الخمسيني ثم يسدل الستار]
المشهد الثالث:
[نفس الديكور طاولات و كراس، مع معلقات زينة وبالونات وغياب المكتب، مع تواجد بعض الشخصيات التي لم تبرز في المشهدين السابقين، غياب وحيدة من المشهد
كل النسوة ترتدي فساتين بيضاء والأجواء احتفالية، يدخل مجتبى فتتعالى الزغاريد وينطلق الخمسيني في العزف على العود،
يضعف صوت العزف وتبعث أصوات طائرات،
حركة شديدة وبكاء أطفال،
يدخل الطفل الذي شاهدناه في أول مشهد يصيح بفزع]
- الكابوس، الكابوس يتحقق، الطائرات تق...

[وقبل أن ينهي كلامه يتحول المكان إلى ركام]
المشهد الرابع:
[نفس المكان الذي تحول إلى ركام، تدخل وحيدة، شعرها مكسوا بالغبار، الكحل يغطي تقاسيم وجهها، فستانها ملطخا ببقع الدم، الجثث متناثرة هنا وهناك، لفت انتباهها يد مرفوعة وفي يدها قطعة خبز بالدم، بكت بحرقة:
- إنه صديقي الصغير براء،
[جثت على ركبتيها وهي تصيح]
_ تحقق الكابوس يا براء وهدرت دماء الأبرياء
[تنهض بسرعة وتهرول بين الجثث ]
- أين حبيبي مجتبى؟ أين أنت؟ هيا أجبني
[تضحك وتبكي في الوقت نفسه ثم تغني]
- حبيبي لم يمت، حبيبي لم يمت،
[ تلتفت فجأة إلى اليمين، جلب انتباهها يدا مبتورة مغطاة بقماش أسود وبين الأصابع طوق ياسمين ملطخا بالدم، تصيح و تبكي وتقفز ]
- لااااااااااااااااااا
[ تختنق بأنفاسها وتجلس بين الركام، أحست بيد تلمسها فالتفتت شمالا وبصعوبة بدأت تزيح التراب والأحجار حتى برز وجه أستاذها ويده لا تزال تمسك بقايا العود المهشم، ورغم تعبه ربت على كتفها واحتضنها، يسدل الستار]


نتيجة الصورة لـ   كابوس   المسرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق