أبحث عن موضوع

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

شتات ( قصة قصيرة )................... بقلم : نعيمة ابو محمد / الجزائر



رجاء لم تكن كغيرها من الفتيات تحب اللعب و اللهو و التجمل لم تكن حتى تحب النظر إلى المرآة لرؤية وجهها كل صباح كما تفعل الكثيرات.
لان رجاء لم تكن على قدر من الجمال حسنا هي ليست جميلة كما تظن هذا ما جعلها تكشر أنيابها و تبرز قوتها في التحدي و الخشونة و القسوة كي تظهر هيبتها و قوة شخصيتها أمام الجميع , كانت كالقطة المتوحشة تهاجم من يحاول إيذاءها.
لم يكن هذا فحسب فرجاء ذات لسان مسموم هذا ما جعل الجميع ينفرون منها ويكرهونها ويبتعدون عنها , تكتمل مأساة رجاء حينما تشاجرت يومها مع ابنة احد المعلمين في المدرسة .
كان شجارا حادا و كبيرا يومها سمعت رجاء الحقيقة المرة و القاسية ,الحقيقة التي لطالما كانت تخادع نفسها بها و تظهر رداء القوة مكانها حينما قالت لها ابنة المعلمة :
= ألا تملين من الشجارات أيتها القبيحة .,
سكتت رجاء و تسمرت في مكانها و ظهرت بمظهر اللامبالاة أمام الجميع هناك, و لتزيد من آلامها صفعتها صفعة أخرى حينما قالت لها بكل احتقار :ألم يربوك اهلك ألن تتأدبي ؟.
انتهى اليوم المليء بالمفاجآت بضرب رجاء لتعود إلى بيتها و المساء يطوى آخر إشعاعات الشمس مستقبلا سكون الظلام الهادئ حاملة معها هماً كبيراً في قلبها الصغير حينما وصلت غرفها المتواضعة نظرت في المرآة لأول مرة بحرقة ...استرجعت الذكريات المريرة و نفحات من أيامها التي نثرت عبيرها الحزين سنينا و أياما من عمرها.
تلمست وجهها.
وجه اصفر و شاحب, عينان جاحظتان , جسم هزيل و شعر خشن و منكوش بعد كل شجار.
مرت أيام و أيام و رجاء على حالتها المأساوية لا تحدث أحدا و لا تحس بالدنيا من حولها حتى تفطنت أختها الكبرى لها , و لأول مرة تحس بابتعاد رجاء عن جو البيت رغم أفعالها وتصرفاتها المشينة أحيانا .
ذهبت نرجس أخت رجاء إلى غرفة أختها دقت الباب بخفة سمحت لها أختها بالدخول و ما إن شاهدتها رجاء تدخل غرفتها أحست إن العالم الجميل قد شاركها الحياة للمرة الأولى في حياتها دمعت عيناها و احتضنت أختها بقوة و بكتا معا بشدة بعد بعدها الحسي عنها.

تحدثتا مع بعضهما طويلا و تناصحتا كثيرا عاتبت رجاء أختها نرجس على بعدها عنها و عدم الإحساس بها و بمشاكلها و كيف كادت أن تموت ألما و حزنا و كيف سارع على تحطيمها الجاهل و العارف بسبب قناعها المزعوم .
منذ ذلك الوقت تغيرت رجاء كثيرا فأصبحت ترى كل شي بمنظار الحب و الاحترام و التعاون و ليس منظار الحقد و انه لا احد يحقد عليها كل هذا في مخيلتها المهووسة و المريضة.
و أصبحت كل ذكريات الماضي مجرد كابوس استيقظت منه .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق