أبحث عن موضوع

الأربعاء، 4 مايو 2016

وجه السماء وذاكرة التنزيل ................. بقلم : قاسم وداي الربيعي // العراق





حين حملَ جسده بين الجدران
يرثي ما تبقى من قديدٍ وبعض وجوه
يرى من نافذةِ البؤس قيامة الفقراء
وتلك الجذور العميقة غذائها الجدب
كل ما يملكهُ قيود وسجان أدمن الخزي
هو يُريد لقهرهم مساحة من الحياة
يتوسد الحصى الأملس خلف قصورهم العاهرة
يمنوهُ بشتى أنواع الخراب ، لكنه يراهم سنوات غائرة
ما بين الجدار وصدى الأنفاس , كان أشبه بالضريحِ
يتوسد المفاصل التي غادرها اللحم
غريبٌ بين أسنان الظلام , يداعب المواعيد
موسى , لم يدركه الخوف ولم تكن خطواته متعثرة
لكنه يعلمُ تماما فصول الطغاة وخبث الخديعة
هو يحلم بالعبور لكن الضفتين ترمقه بسيوفٍ صدئة
فوارسها غادرتهم الرؤوس , لا يجيدون إلا حز الأعناق
هلا أنصتوا هذا الفجر يحمل هلع الجنائز
هُنا آخرون يجمعون قواهم لسلبِ حمرة الشفق
كُل شيء يرقد بهدوء خلف جراح الفاجعة
موعدنا الجسر قالها حين كان يتلو آيات الصبر
سيري أيتُها النوافذ كي لا يعم الظلام
استطعمي جسدي كي لا يجف الضرع ويعم الجوع
نحنُ وجه السماء وذاكرة التنزيل , بنا يعلو ملكوت الإباء
هاكم شهقاتي كي لا تتعرى خطوات التاريخ
سأرحل ولي مُعين يصنعُ من جراحي ثورات للشعوب
لا تخف أيُها السجان أطرق الباب وأفترش أمتعتك
إن المارة على الجسرِ فجرا تعلم كيف يبس الساق
أنا ثمة عظام لا يكسوها إلا الجلد

.................... 2016 ....................
_______________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق