أبحث عن موضوع

الأحد، 30 نوفمبر 2014

نقد على بعض التجارب النسائية في كتابة قصيدة النثر العراقية ........ بقلم الناقد :عدي العبادي /// العراق


يقول كلايف سكوت ان قصيدة النثر هي جزء من حركة عامة باتجاه الشعر الحر ويصفها موينير في مقدمة كتابه الشعر الفرنسي على الانها ظاهرة فرنسية وقد أصبحت اليوم تمثل مشروع شعري كبير ولها حضور في كل المحافل الأدبية كما أصبح لها رواد في العراق أمثال رفائل بطي, مراد ميخائيل, حسين مردان ومن النساء دنيا ميخائيل وريم قيس كبة وأمل البياتي واليوم تشهد الساحة وجود أصوات نثرية نسائية نتناول بعض هذه التجارب تقول الكاتبة رشا البناء في احد كتاباتها
في الصباحات التي
تغادرها أحلام ليال غاضبة
تقف العصافير علی أغصان جرداء
تخشی ان يرحل
الصوت المخنوق بالبكاء
اتخشی تلك النقطة المبهمة
آخر السطر
كان تركيز الكاتبة على خلق نوع من المفارقة وجعل كل بيت صورة مستقلة وقد عبرت عن قلقها من النقطة وهذه المشاكسة الشعرية هي خروج عن المألوف لتميز بين النص والكلام العادي إما الكاتبة إزهار عبد الله تصف حالة ومشهد خارجي ثم تدخل شخص ترمز له حيث تقول
في كبد الأفق المتوجس
ثار ضحايا ..بلا شموع
لما تشظت دمعة الأمواج
وبالمجان بيعت
يتوكأ بعصا..
وشعره الأبيض الكث
صيغت من عصور
من عظام الماضيين
في سبيله
ان الخطاب الشعري عند إزهار يمتد نحو رسم أفكار بصور متعددة لا تجتمع ببنيوية وهذا التنوع يجعل المتلقي يعيش مع المنتج اكثر وهو ينتقل بين الصور وليدرك حجم الأفكار وبين تجربة البناء وعبد الله نطالع تجربة الكاتبة زينب جاسم الجبوري وهي تطرح مجموعة من أفكارها بطريقة شعرية وتبتكر أشياء تمنحها صفات حيث تقول
قطار مغرور تعويذة
قذرة لرحلة من اﻻلغاز ...
أمواج عاتية أيام مسروقة
ومجنون يحاول ارجاع
عقارب الساعة
في زوايا مظلمة
انشغلت الجبوري على نص مفتوح ذو دلالات عميقة وبنظرة شعرية غيرت خارطة المكونات وهذه عملية صنع الخيال او التداخل الذي أنتجه تيار ما بعد الحداثة التي يصفها انيوتار احد العاملين بها بالجزر المتقطعة اما في تجربة الكاتبة بتول الدليمي اختلاف حيث انها تتحدث عن إحساس داخلي لا يرتبط بالعوالم الخارجية تقول في احد كتاباتها
منذ سنين .....
ترمم ما تبقى فيه من ذكريات
وبعض كلمات الشعر
وترنيمة أم تغنيها
لمهد فارغ
أو بيت تلعب به الريح
أنا ادعوك لكي تعود
من سرابك البعيد
مشهد درامي شعري كتبه الدليمي معبرة عن إحساسها وضعته فيه شاعرية كي نجد فيه جوانب جمالية فكل كاتب يشتغل على الذائقة العامة حتى لو كان الشعر ذاتي كما يطلقون عليه زينب الكناني صاحبة تجربة حداثوية تصف في احد نصوصها عن نفسها فتقول
كان قلبي..آخر مفتاح
تحت شظايا الروح
أغزل الصبح
طريقاً… للبائسين
أفتح الضحكات شواطئ
أجمع غيم المارة
وأبيع دخان الحقيقة
في دكاكين الصمت
اعتمدت الكناني على الإيقاع والصورة الشعرية وهذا الرابط يدل على مقدرة الكاتبة فهناك من يهتم بإيقاع مثل شعراء القصيدة العمودية وهناك من يهتم بالصورة او الضربة الشعرية وهم شعراء النثر لكن الكاتبة جمعت بين الاثنين وكان توظيفها لغزل الصباح للبائسين موفق ومع كل ما طرح من الكتابات تظل قصيدة النثر الحداثوية او النص المطلق مشروع قائم في الساحة الأدبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق