أبحث عن موضوع

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

تيه ........ بقلم الاديبة : خديجة السعدي /// العراق





في مكانٍ ما بعيد توقّف الزمن. الصمتُ يعمُّ المكان. خطواتي تتيهُ في ما يشبه الحلم.
تراءى لي بصيصٌ من النور. قرّرتُ أن أتَّجه نحوهُ لكنّي لم أستطع جرِّ قدميَّ. بدأتُ أسيرُ بخطواتٍ واهنة. " هل ستنتهي خطواتي هنا؟"
ما زلتُ أدورُ في مكاني. بدأتْ حرارةُ جسمي ترتفعُ. أصابني شيءٌ من الدوار. عمَّتْ الفوضى كلَّ كياني...لكن ذاكرتي مازالتْ تحتفظُ بأشياءٍ كثيرة.
جلستُ لا حول لي ولا قوّة. شعرتُ وكأني قد وقعتُ في حفرةٍ عميقةٍ .. لا ليل هنا ولا نهار.. كلُّ شيء بدا ساكناً دون حراك. لا جدران، لا قاع، لا سقف، ولا طريق،لا شيء أبداً.
فجأة، وكأن ثقلاً ما قد حطَّ على كاهلي. بدأ جسمي يتفكَّكُ كقطعِ الغيارِ. ثمَّ، وبسرعةٍ كبيرة، تجمَّعَ ثانيةً في نقطةٍ مضيئة هي كلُّ شيء. بقيْتُ في دوّامةٍ لا نهاية لها عاجزةً عن فهمِ ما يحدث.
سمعتُ صوتاً بددَ وحدتي "أين أنت؟" لم أحصل على جواب. لكني شعرتُ بقربه. أو ربما كان يبحثُ عني.
بدا المكانُ يكبر والفوضى تزداد. لم استطع فعل أي شيء. الأشياء الأخرى تفعل ما تريد، أما أنا فغير قادرة على فعل شيء. بدأتْ ذاكرتي تصطدمُ بأحداثٍ متسارعة. امتدَّتْ الأمكنةُ والفوضى مستمرّة.
كنتُ على يقين بأن درباً ما سيظهر في نهاية المطاف رغم عجزي وعدم قدرتي على فعلِ أي شيء حالياً.
تغيّر مكاني وصرتُ في حالات. عدة. يتسارعُ الزمن. " ربما استطيع فعل شيء، وربما أصنعُ حياةً جديدة...أو ربما سأكون في وضعٍ آخر لا يشبهُ الماضي بشيء.." أسئلةٌ كثيرةٌ بقيتْ تدور في رأسي دون جواب.
لكني أدركتُ بأن شيئاً ما سيحصل. أرى كلّ شيء، لكني غير قادرة على القيام بأي فعل الآن.
قد تتمخض الفوضى عن شيءٍ جديد قبل أن أفيق من نومي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق