أبحث عن موضوع

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

يـا ألـفَ هَـمٍّ ............ بقلم الشاعر : هيثم السلمان /// العراق





عـذراً أيـا شـعرُ غـيْضاً فـاضتِ الـمقلُ
مــا عــادَ لـلصبرِ فـي الأرواح مُـحْتَمَلُ

قـــتْــلٌ ونَـــــزْحٌ وتــنـكـيـلٌ يــكـابِـدُنـا
إذْ بـعدَ هـذي الـمآسي كَـيْفَ نَحْتَفِلُ

إنْ جـــفَّ نــبـعٌ لـنـا لا نـقـتفي قـلـقاً
دمــعُ الـثـكالى بِــهِ الأنـهـارُ تـغـتَسِلُ

مــوتٌ تـمـادى بِـنـا لـمْ يـقترفْ خـجلاً
حــتّـى كـــأنَّ الـدمـا لـظـماهُ مُـنـتهَلُ

هـذي الـنُّخَيْلاتُ لـمْ تـحضنْ فسائِلَها
والـتمرُ مِــنْ طـعمهِ يـستهزىءُ الأثـلُ

فــجــرُ الــنـبـوءاتِ لا وحــــيٌ يـنـبّـئُهُ
أنَّ الـظلام اسـتوى عـرشاً لِمَنْ نزلوا

هـاجـوا ومـاجوا ولـمْ يـستفتِهِمْ أحـدٌ
إرهـابُـنـا غــايـةٌ مِـــنْ أجـلِـها وصـلـوا

هـذا الـهوى ديـدَنٌ مِـنْ وحـيِ دجلتِنا
لَـــمْ نـــدَّعِ الــحـبَّ أو إيّـــاهُ نـفـتـعِلُ

جـفّـتْ بـحـورٌ ومـا لـلشعرِ مِـنْ وهَـجٍ
كـــلُّ الـقـصـائدِ فــي بـغـدادَ تُـخـتَزَلُ

عـطرُ الجميلاتِ إذْ يغري على مضضٍ
والــطـرفُ لــمّـا يــزلْ بـالـهمِّ يـكـتحلُ

والـطـفـلُ ذاكَ الـــذي تـلـهـو مــآربُـهُ
عِـصْيُ الـردى لـمْ تزلْ بالـدمِّ تَختضِلُ

نـهـفو لـضـحْكاتِهِمْ شـابتْ طـفولتُهُمْ
قبلَ انتصابِ النوى في مهدِهِمْ رحلوا

يــا ألــفَ هــمٍّ كـمـا فــي ألـفِ لـيلتِنا
مـسـتَجهَضٌ فـرْحُـنا والـحـزنُ مـكتمِلُ

بــتـنـا نــرفّــىءُ أحــلامــاً تُـشـطّـرُنـا
فــي واقــعٍ مـحـتفٍ بـالموتِ يـشتعِلُ

سـيّـابُـنا لـــمْ تـــزلْ جـيـكـورُهُ مـطـراً
مِـــنْ وحـــيِ آلائِـهـا بـالـقهْرِ تـحـتفِلُ

خـانتْ سُـفوحٌ ومـا مِنْ دجلةٍ حضنتْ
تــلــكَ الـتـحـايـا لِــمَــنْ لألاؤهُ ثــمــلُ

ســلّاتُـنـا لَــــمْ تــعُــدْ تـنـتـابُنا عِـنـبـاً
فـي مـرِّ وقـعِ الـردى مـا زارَنـا عـسلُ

كــلُّ الـمـواعيدِ مــا آنــتْ بِـنا وجَـفَتْ
حتّى السماواتُ لَمْ تسطعْ بمَنْ أفلوا

جـــزّوا مـسـافاتِنا لَــمْ يُـغـرِهِمْ وجــعٌ
فـالـجُرحُ مـسـتدفِقٌ والـفـرْحُ مـنـدمِلُ

إذْ أنّــهُـمْ أُذبِــلـوا مـــا غـرّهُـمْ مـطـرٌ
أرواحـهُمْ جُـزّئَتْ مِـنْ جـورِ مـا خُـذِلوا

اسـتُـهرِقوا لَــمْ تـكـنْ مـيتـاتُهُمْ بـطراً
فـالـموتْ إنْ لَــمْ يَــزُرْ زاروهُ واحـتـفَلوا

غابوا ولَمْ يُمسَخوا في السابعاتِ هُمُ
حـامــوا ولـمّا هـمتْ ذكـراهُمُ هـطلوا

عُــذراً فـيأسي –بـما سـطرتُهُ- حِـمَمٌ
غـيْـضُ الـبـراكينِ فـي عـيْنيَّ يـعتمِلُ

كـــلُّ الأسـاطـيـرِ لَـــمْ تـخـترْ نـهـايتَها
بـعـضُ الـخـواتيمِ لَـمْ يـنبضْ بِـها أمـلُ

***************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق