أبحث عن موضوع

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

قراءة في تجربة الشعر العمودي ........... بقلم الناقد : عدي العبادي /// العراق



مع كل التقدم الذي حققته قصيدة النثر الحداثوية على الصعيد العربي والعراقي ظلّ للشعر العمودي نكهة وجمالية الحضور في كثير من المهرجانات والجلسات على اعتبار انه شعر الحماس أو قصيدة المنبر كمال يطلق عليه البعض ولم يقف شعراء العمودي وقفت المتفرج وتركوا الساحة للقصيدة الحديثة بل ادخلوا العمودي الحديث وظل بعض الشعراء يرون العمود القديم الاكلاسيكي أجمل واستمر نخبة بكاتبته ومنه الشاعر جليل رحيمة الذي استمر في تجربته مع بعض الضربات الحديثة يوزعها في بعض كتابته يقول في احد نصوصه
لِصَمتي صَدىً أنتَ لَنْ تَقرأهْ فَشَمُّ النَّسيمِ نَقا مَنكَأهْ
سَتَبقَى حَبِيسَ الرَّزَايا هَجيناً وَتَقتاتُ نَملاً عَلى مِنسَأهْ
تُحَاوِلُ أن لَا أراكَ وَضِيعاً وَتُبرِئُ ما لمْ تَكُنْ مُبرِأهْ
وَإنسَانُ عَينِي يَرَاكَ صَغِيراً وَرَميَةُ غَدرِكَ لَنْ تَفقَأهْ
جُنُونُ هيامي بِخَلقِ الإلَهِ جُنوناً يَفُوقُ هَوى الإمرَأهْ
وَتَحتَالُ مَا لا يَجُوزُ احتِيَالاً إذَا الفَجرُ أضوَى فَلَن تُطفِأهْ
سَيُلقيِكَ صَبرِي بِجُرحٍ كَبيرٍ وَتَصرِفُ رُوحَكَ كَي تَنكَأهْ
فَبَطنُ السَّمَاءِ وَأرضُ الفيافي تُضِيقُ بِمَن لَم يَنَلْ مَلجَأهْ
اعتمد الشاعر على الإيقاع أكثر من اعتماده على الصور في محاولة منه لجذب عشاق الإيقاع الموسيقى الشعرية التي يضعها الوزن وفي كل قصيدة توجد ركيزة يستخدمها الشاعر ويطيل فيها كي تغني فكرته التي أسسها ونراه يترك عدة جوانب لكن هذا لا يلغي وجود ضربات حداثوية احتواها النص في داخله مع بعض انفاس الشعر العربي نعم هناك لمسات من الشعر العربي وهذا كثير ما نلاحظه في اغلب ما يطرح في

شعر جليل رحيمة و يظل المنجز سيد الموقف في أي عمل هذا التحليل خارج نطاق دواخل القصيدة أي تحليل جوانب يقول في نص ثاني
خطابُكَ مُبهمٌ فيهِ اضطرابُ ووعدُكَ زائفٌ لايُستطابُ
وقد عانيتُ من بلواكَ مالو تقسَّم بين صبيانٍ لشابوا

فَدَثَّرتُ الأمَانِيَ بالأمَاني وَقُلتُ : لِكُلِّ نَازِلةٍ خِطَابُ
وَهَيهَاتَ الخَطِيئَةُ من زَمَانٍ سَقَاهَا الحِقدُ والحِقدُ اكتِسَابُ
وَبَاتَ الحُبُّ من حُرَقٍ وَنَارٍ كَقَلبِ المَرءِ يَسكُنُهُ اكتِئآبُ
فَيَا أهلي وَيَاصَحبي هَلِمُّوا وَلَا يَخدَعكُمُوا فِيهَا سَرَابُ
أفِيقُوا قَد كَوَى قَلبي عَذَابٌ وَقَد كَثُرَ التَّآمُرُ والعِقَابُ
وَنِيرَانٍ تَطوفُ عَلى البَرَايَا مَوَاقِعُهَا مِنَ القَومِ الرِّقَابُ
فَبَينَ الحِقدِ والبَغضِ ائتِلَافٌ وَبَينَ العُهرِ والعُهرِ اصطِحَابُ
لِيَطوِي الليلَ سَاعَاتي سَرِيعاً فَقَد رَكَبَت عَلَى الأُسدِ الكِلَابُ
يعتبر المنجز الإبداعي حرية فلكل كاتب حق الطرح والكل يعمل على الذائقة العامة فنحن نقف امام أي منتج ادبي نبحث عن الجوانب الجمالية و الإبداعية والفنية وقد وظف جليل رحيمة في نصه الثاني مجموعة صور مع حفاظه على وحدة النص ينبثق الإبداع من روح شفافة يحملها المبدع ويملك المبدع علمية عالية وعبقرية في خلق الجمال والتعبير عنه وقد أستطاع الشاعر في الكلام عن نفسه ووصف لنا وهو يعزف على أوتار لغة شعرية التي جعلت الشاعر يتحرك بكل حيوية دون ان يتقيد بشيء كما هو معروف ان الشعر العمودي يحدد الشاعر بالوزن والقافية لكن قدرة جليل في بناء نص تكاملي ضمن اطار ووحدوية

كأنَّك لو ظهرتَ فلا سبيلٌ ستأتي الجائزاتُ ولم تسلها
وإنَّ الشعرَ في شفتيكَ نارٌ وبعضُ العالمينَ تخافُ منها
ستعصفُكَ الرؤى من ذي الليالي ويهزمُكَ الجَّوى مالم تصُنها
وتجعلُكَ المرايا باحترافٍ تعيشُ محبَّةً وتموتُ كُرهَا
وحسبُكَ لو تُنازعُكَ المنايا فلاتخشى منازعةً وصلها
كتب الشاعر في هذه الأبيات على الوصف الذي يعد من اهم سمات الشعر العمودي فهو ينقسم لإغراض عده منها الوصف الذي يكون نصفه ومع ان ذائقة اليوم كلها نثر لكن ظل لقصيدة التفعيلة جمهورها وقد استطاع رحيمة ان يخلق لنا نص تفاعلنا معه وإحالتنا القراءة الى مدى قدرته في كتابة الشعر العمودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق