أبحث عن موضوع

الأحد، 16 نوفمبر 2014

ومضَةُ فجرٍ............. بقلم الشاعرة : احلام دردجاني /// لبنان



ومضَةُ فجرٍ

قلمٌ مُتعَبٌ ،
رحلَ بغيرِ استئذانٍ ،
يلعَبُ معَ صبيَةِ الحقْلِ ،
يقطِفُ ورودَ الطّبيعَةِ ،
يشدو أنغامَ الرّعيانِ ...
لا يأبَهُ انتظاري...
كوبُ القهوةِ دافئٌ
يبلُّ الفكرَ ، فيرتاحُ ...
..................................

قلبِي مُتْرَعٌ بعشقِ النّايِ ،
لحنُهُ ينسابُ في أضلُعي ،
يجرِفُني تيّارُ الوجدِ نغمةً ،
تنامُ في حُضنِ موجةٍ ،
أسندَتها الهمومُ كتِفاً .
فهمسَ الغُصنُ لخلِّهِ ،
حفيفاً دابَ شوقاً للسّفر .
.........................................

دندنَت السّواقي ولهى ،
تباشيرُ الفرَحِ هلَّتْ ،
أطيافُها عبقَت في البعيدِ ،
تروي ظمأَ النَّغَمِ للوتَرِ الوحيدِ ...
هي أرجوحَةُ الحياةِ
تتقاذَفُنا يميناً شِمالاً،
ترمي بِنا على قارِعَةِ الوهمِ ،
تصدِمُنا صخرَةُ واقِعِهِ ،
صلدَةً كقلبِ السّجّانِ ،
يعبَثُ بأفراخِ النَّسرِ ،
خلفَ قضبانِ العبوديّةِ .
تأكلُها حسرَةُ تدفُّقِ النَّهرِ ،
والنَّسرُ يرْقُبُ أفراخَهُ ،
تتلوّى كقناديلِ المساءِ ...
............................................

أبي لا ترحَلْ ، إبقَ على مسافَةٍ ...
ينقضُّ الوجودُ نسراً ،
يقضِمُ أسوارَ العبودِيّةِ ،
تتوارى الظّلمَةُ مُرتَعِبَةً ،
هي اللّوحَةُ الأخيرَةُ ،
تتمخٌَضُ الحرِّيَّةُ قلباً أبيضَ،
توّاقاً للسَّفَرِ ،
خلفَ جُزُرِ الوعدِ ،
سندبادُ الحُلمِ تبدّى
ومضةَ فجرٍ مشرِقٍ ،
بعد انهزامِ الرَّحيلِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق