أبحث عن موضوع

الخميس، 3 أبريل 2014

انتبهي اليَّ قليلا .................. بقلم الشاعر فراس الفهداوي الدليمي / العراق



لغة الحب

جونارة سيا

انتبهي إلي قليلاً
مثلما أنتبه إليك كثيراً
فالزمن لا يرحم
كل يوم تتركنا خلية من خلايانا
كل يوم تسقط شعرة من رؤوسنا
كل يوم تبرز تجعيدة في جلودنا
كل يوم ينفتح الباب قليلاً نحو قبورنا
كل يوم يمضي ينقص من أعمارنا
كل لحظة تذهب دون رجعة
وكل خفقة قلب تأكل أجسادنا
فانتبهي إلي قليلاً أنتبه إليك كثيراً
دعي العتاب جانباً
كلما التقينا ولنغرق معاً في أشواقنا غرقاً مميتاً ينبض بالحياة
فكل مامضى لا يعود
فاليوم يصبح أمساً
وغداً يعود إلى الوراء
هم يسألونني
أحبابك وأحبابي
كيف أكتب لك كل أسبوع ؟
وهم لا يعرفون أنني أكتب لك كل يوم
كل نهار وكل ليل
كل دقيقة وكل لحظة
هم لا يعرفون أنني مشغول بك
وحدك
كل الورق الأبيض ينتظر كلماتي إليك
كل الأقلام يتهيأ حبرها ليسطر لك عشقي
كل قواميس اللغات تمدني بالكلمات
مشغول بك وحدك من الصباح إلى المساء
من المساء إلى الصباح
مشغول بك على مائدة الطعام وفي كأس الماء
مشغول بك وأنا أرتدي ملابسي وأنا أخلعها
مشغول بك عند بائعي الورود وفي حدائق الأزهار
مشغول بك بين البرتقال والتفاح
مشغول بك في محلات العطور وبيوت الأزياء
مشغول بك وأنا أمشي
مثلما مشغول بك وأنا أقف على شاطئ النهر وفي المرافئ
مشغول بك إذا قرأت سياسة واقتصاداً
كما أنني مشغول بك في حضرة الشعراء
مشغول بك في المسرح
وفي الموسيقى والغناء
مشغول بك في برد الشتاء ودفء الصالات المغلقة
في التراتيل الحزينة في ثرثرة الصحاب
في مصابيح الشوارع المضيئة
في المطر وندف الثلج وزورق المساء
مشغول بك في البحر والينابيع والعيون والمدى
في لآلىء الأعماق وجواهر الكنوز
في سنابل القمح في النرجس في الياسمين
مشغول بك شمعة تشتعل وشمعة تذوب على هيكلها
يا أندر النساء
يا أجمل النساء
يا جونارة سيا
لولاك أنت هل الأرض إلا صحراء
ورمل وعطش وجوع ؟
لولاك أنت هل الإنسان إلا ضياع الوجل
وانطفاء العيون
لولاك أنت ماازهرت الحقول
ولا انتعشت الأرض بالثمر
لولاك ماغنى المغنون أحلى الأغنيات
وأعذبها وأحزنها
وما أنشد المنشدون أحلى الأناشيد وأكثرها صبابة وهياماً وعذاباً
فأنت في آن الفرح والحزن
والأمل واليأس
والدموع والضحكات والوداع واللقاء
والخريف والربيع
والشتاء والصيف
أنت المتناقضات تتحد وتفترق
أنت القدوم والرجوع
وأردد في حضرتك
عيناك ضميري
عيناك عمقهما
البحر والسماء والمدى
ومن عينيك يطل فجري كل صباح
غير أنني الآن تشتعل جمرة في قلبي
وأناديك
أين أنت
يا جونارة سيا

هناك تعليق واحد: