أبحث عن موضوع

الخميس، 3 أبريل 2014

العروسة.................. بقلم خديجة السعدي / العراق


تركت إيمان على التلفاز رسالة قصيرة كتبتها على عجل على منديل ورقي أبيض:"سأعود حوالي التاسعة". وكفراشة هائمة خرجت لملاقاة حبيبها.
كان الفرح واللهفة يتدفقان من كلّ نظرة وحركة وخطوة تخطوها باتجاه موقف الباص. تململت في مقعدها وتذمرّت من الازدحام وهي تفكر بما ستقول له. ستحدّثه عن أشياء كثيرة، صغيرة وكبيرة، عن كلّ شيء يدور في ذهنها ويدور حولها.
تباطأت في سيرها إذ لمحته بين المارّة على بُعد أمتار. أخذت نَفَساً عميقاً وفكرت بالكلمات التي ستستقبل بها حبيبها.
"ما اجملكَ يا عامر!" أرادت أن تقول له، لكنها لم تفعل.
تبادلا نظرات تطفح باللهفة والشوق وكأنهما لم يلتقيا منذ سنين. أمسك يدها وعبرا الشارع إلى الجهة الأخرى عبر السيارات المتلاصقة.
"تجاوزتُ اليوم حاجزاً كبيراً وأتيتُ للقائكَ دون أن أخبر أحداً،" همستْ في أذنه."لم يعد يهمنّي ما يقولون أو يفعلون. أريد أن أكون معك وحسب."
ضغط على يدها، ثم قال بعد لحظات:"ليتني تعرّفتُ عليك قبل سنوات."
"المهمّ أننا معاً الآن،" قالت.
دلفا من شارع إلى شارع وتنقّلا من دكان إلى دكان في أسواق دمشق المزدحمة. تمازحا عن ارتفاع الأسعار وقررّا عدم تبذير المال على شراء أشياء غير ضروريّة جداً.
"منذ أسابيع وأنا أفكر في عرسنا،" قالت فجأة."أتساءل كيف سأبدو أمام المدعوّين."
"ستبدين كدمية جميلة،" قال مازحاً.
"لستُ دمية أو لوحة يتفرجون عليها،" ردّت بجديّة،"أريد أن أغني وأرقص في عرسي, أريد أن أفعل ما أشاء لأعبّر عن فرحي."
"سيقولون إنها لم تصدّق أنها تزوّجت،" قال وهو يحاول أن يكتم ضحكته.
"لا يهمني. كلّ ما يهمني هو أنت."
"ماذا عن حجابك؟"سألها بعد حين. سأخلعه أثناء العرس، بالطبع،"قالت بحزم.
حين انتهت استعدادات حفلة الزفاف، كانت إيمان قد رسمت في ذهنها عشرات الخطط المختلفة عن الرقص والغناء في عرسها.
بعد تلبيس الخواتم، أمسكتْ بيده وجرّته إلى وسط الصالة وهمست:"أرقص معي."
فغر بعض النسوة أفواههن دهشةً وعبس بعضهن الآخر، بينما أخذت أخريات بالتصفيق والرقص حول العروسين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق