أبحث عن موضوع

الجمعة، 21 أكتوبر 2022

لاتَدَّعِ الهوى ................بقلم : سناء شمه // العراق





توهّمتُ أنّ التمني نواطقٌ
يورقُ في قلبي خصب العروق
فأبرمتُ أعوامي الباكيات
في حقائبِ الزمنِ الغابر
يوم جاءَ يطرقُ الوجدَ
بوَلَه أشعاره ، يرتجي الوصال
فأسلمتُ كلّ الفؤاد إليه
باتتْ أقمارُ الليالي تصاحبني
إذ يندلقُ ضياؤها حيث سكوني
حتى جرى مركبُ الهوى
في أمواجٍ لاتبتغي رُكبا
تمخّضَ عن جنباته فيض أعذار
وانزوى يُرَقِّعُ الأشواقَ بخيوطِ الوهن
يناطحني بعواصفِ ثلجٍ غرور
أ تُراكَ تُقوِّضُ معصمي ؟
تستبيحُ هدرَ أحلامي
وتنفخُ في بوقِ الوعود سربا
وتأتيكَ طيورُ الصبحِ هزيلةً
لاتحملُ حتى قشَّ الغرباء
لاتَدَّعِ الهوى تحتَ أسرابِ النهاية
فلو بصمتَ بعشرِ أصابعٍ
على خارطةِ الوجود نَدَماً
ماعادَ مِنّا إلاّ ذيولُ الموجعات
سَئِمتُ منكَ أقاويلَ العشقِ
فمِن وراءِها ألف قناع
قد جَفّتْ بُحيرةُ أشواقي
واستبان الطينُ المركوم فوق الفؤاد
يامُعذِّبي بسياطِ تغافلٍ وجحود
أ تَرتجي أن تورقَ غصنا أجتثّه الريح ؟
ستسافرُ مخذولاً بأجنحةِ أحزانكَ
ويتأوه ليلكَ السقيم بمعازفِ الجرح
لن تنجلي ، وإن رَتّلتَ يوسفَ في فجركَ
فهنالكَ غمامةٌ دهماء ترقَبُكَ
قد تحرقُ الحرثَ بثأرِ الأنقياء .
فحذاري.. ثمّ حذاري أن تشتكي .
فَرُطَ الرُمّان من جنّتِكَ
الخاوية على عروشِها
لن تعيدَ الأمطارُ عشقاً صعابا .
قد وَلّى سنا الأصباحِ في كُربَةٍ
فلا تَدَّعِ الهوى لقلبِ ميِّتٍ
كفاه تقرّحاً بصديدِ الأكاذيب .
مقابرُ العاشقين تطوفُ بهم ليلى
إن ترجعُ الروحُ لأبدانِها
أ تشدو بمزاميرِ الهوى مُذعنةً ؟
أم تحرقُ الدواوينَ ثأراً ، فلا رماد يُبقيها .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق