أبحث عن موضوع

الجمعة، 21 أكتوبر 2022

أملٌ ورجاء ............... بقلم : حكمت نايف خولي - سورية





جلسَ نبيلُ على صخرةٍ
عجوزٍ تُطلُّ على البحيرةِ
كانت الشمسُ في نزاعِها الأخير
السماءُ صافيةٌ الأفقُ الشاسعُ
يمتدُّ إلى اللانهاية
أحسَّ نبيلُ بغصَّةٍ تكادُ تخنقُه
أسلاكٌ من نارٍ ملتهبةٍ تعصرُ قلبَه
بدأ نفَسُه يتقطَّعُ غمامةٌ معتمةٌ تلفُّه
يخشى أن يتركَ هذه المحطةَ من الحياةِ
يغادرَ هذا المستوى من الوجودِ
وهو بعيدٌ عن الدِّيارِ في غربةٍ مريرة قاسية
كم يتمنَّى ويرغبُ أن يكون هناك بين أحبابِه
قربَ من هم سرُّ سعادته وفرح روحِه
ما يؤلمهُ ويحرقُ مهجتَهُ أنَّهُ يُحسُّ بمرارة الندمِ
يشعرُ أنَّه ربما أخطأ وأساءَ
الى من هم أقربُ إليه من روحِه
كلامٌ غريبٌ لكنَّه إحساسٌ صادقٌ حقيقيٌّ
يُحسُّ أنَّ من كانوا حوله يشكِّلون نسيجَ روحِه
يلتحمون بجوهرِ كيانِه ووجدانه
شيءٌ يتنافى مع العقلِ والإدراك لكنَّه حقيقةٌ
حيةٌ يعيشها بكلِّ أبعادِها ومعانيها
من فرطِ تعلُّقِه بهم وامتزاجهم بمجرياتِ روحِه
أرهقَ نفسَه أتعبَها كما أرهقهم وأتعبهم
لا هو فهم شيئاً ولا تمكَّنَ من شرحِ شيءٍ
ظاهرةٌ حقيقيةٌ يعيشُها لم يجدْ لها تفسيراً
الآن يغربِلُ ذكرياتِه ينخلُ مشاعِره يتفحَّصُ أحاسيسَه
يقتله الألم تخنُقه الغصَّةُ وألف آهٍ وآهٍ تتحشرجُ في ضميرِه
يجلُده الندمُ ليس لأنه أخطأ بحقِّ أحدٍ حاشاه أن يُخطىء
لكن أتعبَ نفسَه كثيراً كما أتعبَ من يُحبُّهم
كلُّ شيءٍ كان خارجاً عن سيطرتِه وإرادتِه
كلُّ ما يتمناه ويرجوه أن يفوزَ
بغفرانِ ومسامحةِ من يُحبُّهم على ما سبَّبَ لهم من تعبٍ وإرهاق
يطمحُ ويطمعُ بالحصولِ على رضاهم
يخشى أن يفوتَ قطارُ العمرِ قبل أن يهنأَ برضاهم
يلومُ نفسه على تسرُّعِه وغضبِه لكنَّها
طبيعةُ الشعراءِ وما أسوأها
مشيئةُ الأقدار نجهلُها لا نعرفُ من اسرارِ الكونِ شيئاً
لنعترف بجهلنا وعجزِ عقولِنا عن فهم أغوارِ الروحِ ومقاصدِها
كما يُحمِّلُ الأثيرَ وأمواجِه وملائكة الكونِ وحراسِه
أصدق اعتذاراتِه منهم جميعاً راجياً
أن لا يتركَ هذا الوجود قبل لقائِهم وقدرته
على تفسير وشرح لغزٍ من أقدسِ الألغازِ وأنبلها
بمسامحتهم وغفرانِهم تسعدُ روحُه ويفرحُ قلبُه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق