أبحث عن موضوع

الجمعة، 21 أكتوبر 2022

ما بين رغبةٍ وحب ............ بقلم : سامر الشيخ طه - سورية




جذبتْ قلبي بحسنٍ وبهاءِ
ودعتني بدلالٍ لللِّقاءِ
ورمتْ حولي شباكاً من هوىً
ثمَّ صادتني بمكرٍ ودهاءِ
فأتتني عن يميني وشمالي
ثمَّ جاءت من أمامي وورائي
فإذا استيقظتُ في الصبح أراها
وأراها مثل ظلِّي في المساءِ
ملكتْ قلبي وعقلي ويدي
ولساني وعيوني ودمائي
منحتني الحبَّ في ألوانه
ثمَّ جادتْ من هواها بسخاءِ
أسكرتني من مدامٍ لم أكنْ
ذقتُ من قبلُ وفي الخمرةِ دائي
أذهبتْ عقلي وأودتْ بالذي
في فؤادي من صفاءٍ ونقاءِ
فإذا بي غارقٌ في لجَّةٍ
من بحور الإثم لا من بحر ماءِ
وغزا الرجسُ حياتي كلَّها
بعدما انسلَّ إليها في الخفاءِ
فطغى فيها بظلمٍ وبغى
وتمادى بفجورٍ وعداءِ
ومضى الطهرُ إلى عليائه
طائراً مستعجلاً عبر الهواءِ
كلَّ ما كان وما صار وما
حلَّ بي في الحبِّ من كيد النساءِ
هنَّ يستدرجنَ من رامَ الهوى
من ضحاياهنَّ دوماً بذكاءِ
وأنا أسلمتُ نفسي للهوى
دون أن أدري لظاه بغباءِ
وهي قادتني إلى مستنقعٍ
أسنٍ يأتيه سيلٌ من غثاءِ
أورثتني علَّةً دائمةً
لستُ أرجو بعدما حلَّتْ شفائي
**************
ثمَّ غابتْ عن عيوني فجأةً
ورمتني في أتونٍ من عناءِ
تائهاً عبر فضاءٍ زائفٍ
ليس من أرضٍ به أو من سماءِ
أطلبُ الوصل فلا أحظى به
وبفعلِ الهجر يزداد بلائي
ولقد أبكي كطفلٍ تائهٍ
فقدَ الأهلَ ولا يجدي بكائي
ولقد صرتُ هزيلاً ناحلاً
وغدا شكلي مثيراً للرِّثاءِ
لم أكن أعرف أنِّي إن أنا
تهتُ في الحبِّ ففي الحبِّ شقائي
وسأمضي إن أنا أسرفتُ في
ذلك الحبِّ قتيلاً لفنائي
****************
إنَّ بعضَ الحبِّ يسمو بالذي
جرَّب الحبَّ ويمضي بارتقاءِ
وهو ما كنتُ أنا أسعى له
وهو ما كان من الحبِّ رجائي
كلُّ ما قالوا عن الحبِّ سوى
ذلك الحبِّ هراءٌ في هراءِ
فمعاني الحبِّ أسمى من هوىً
جامحٍ أو واصلٍ حدَّ البِغاءِ
وهو في الأصل شعورٌ طيِّبٌ
يُسعِدُ المرءَ فيحظى بالهناءِ
وبه المرأةُ ترقى للعلا
عن فسادٍ كجوارٍ أو إماءِ
يحفظُ الحبُّ لها إحساسها
فإذا بالروح تسمو بصفاءِ
فهي بالحبِّ ستلقى عزَّةً
وبما تملكه من كبرياءِ
*****************
آنَ أنْ نعطي المعاني حقَّها
ونرى الأشياءَ من دون غطاءِ
إن معنى الذلٍّ يبدو واضحاً
ولئن يلبَسُ ثوباً من إباءِ
لن يسيرَ الخيرُ والشرُّ معاً
باتجاهٍ وعلى حدٍّ سواءِ
ذاك أمرٌ مستحيلٌ أبداً
أن نساوي الهدمَ ظلماً بالبناءِ
أو نرى الداءَ دواءً ناجعاً
وهو داءٌ ليس فيه من دواءِ
وكذا الرغبةُ لا ترقى إلى
مستوى الحبِّ فكلٌّ في وعاءِ
إن خلطتَ الحبَّ بالرغبة تشقى
وتعاني من هبوطٍ بالأداءِ
فهي للأسفل تهوي دائماً
وهو يرقى للأعالي بنماءِ
وهي أخذٌ ومثالٌ للأنا
وهو فيضٌ ومثالٌ للعطاءِ
إن أصبتَ الحبَّ في عليائه
لن تعاني في وصالٍ من جفاءِ
وستبقى للتي تعشق دوماً
وهي تبقى لك دوماً في وفاءُ



١١ _ ٨_٢٠٢٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق