أبحث عن موضوع

الجمعة، 3 يونيو 2022

موانيء الشتات.......... بقلم : محمد موفق العبيدي // العراق




أطوفُ موانئ الدنيا
ليس في حقيبتي إلا كفني وصورتكِ
أركبُ السفنَ الغافية
تمنحني وقتاً أطول في البحث
عن روح شاركتني الحياة
أذابت رسائلها قلمي وأوراقي
أرسمها بالكلمات
كفنان إعتاد رسم الملائكة
تنفستْ العشق واعتصرت جمال الورد
تنشر عطر الشوق في أماكن اللقاء
ملاكٌ هاربٌ من السماء
جاء يعلّمني غسل ذنوبي
تغسلني دموعها مع كل ذهاب للحرب
تضع في كل مرة ذكرى في جيبي
تذكارها تعويذة نجاة من موت
في ساحات الحرب تتناثر أمال الإنسان
غرباء يتقاتلون
لكن من سيعود سيكون بأمال مقتولة
يقفُ في منطقةٍ وسطى تبحث عن هوية
رفاقه القتلى يزورونه في خيالات الليل
يرفضون المجيء إذا أخذ ادويته المهدئة
كالمفترس الشره تأكلنا الحروب
تتركنا أشلاء لا يجمعها إلا النسيان
غبت في الحرب طويلاً
أكتبُ رسائل حب لن تصل
الطبيعة في الحرب يحرقها الإنسان
أرسم لها في دفتري
الحياة بعد الحريق
لطائرٍ يعيدُ بناء عشهُ
على غصن شجرة محروقة
أو حيوان ضال يستجدي قمامة الجنود
أو نهر سَدتْ مجراه عربات مدمرة
فغيَّرَ مجراه ليستمر في إنجاب السواقي الصغيرة
وفي لحظةٍ من قدر،وضعت الحرب أوزارها
مسيرة العودة طويلة
جعلتنا نعيد طبع ذاكرة الطريق
لم تعد للخرائط فائدة
فلم يعد من بوصلة سوى الموت والدمار
عدّتُ إلى قريتي أتبع عطر زهورها
تراب الطريق ينثر غباره إشتياقاً
وأنا عائدٌ بحقيبة متخمة بالذكريات
ترافقني خيالات من رحلوا في الحرب
حياتي أصبحت كلها ذكريات
لم أجد القرية التي اشتراها الدمار
أهلها هجرتهم الحياة،فأصبحوا سلعة للموت
باعهم الموت لكل موانيء الدنيا
أحجار البيوت عجزت أن تتماسك
دَفَنَتْ تحتها كل الذكريات
حفرتُ قبري بجانب البيت
دفنتُ كل ما حوتهُ حقيبتي
أخذتُ فقط صورتها وكفني
وأنطلقتُ أنا والزمن أبحثُ عنها
الموانيء أكلتْ عمري
وإلى الان أبحث عنها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق