أبحث عن موضوع

الجمعة، 16 يوليو 2021

سأمضي ................... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية



       





لن يلتفت قلبي خلفه

سيرافقني بصمت

يذرف نبضه طوال الارتحال

لن يجرؤ أن يحتد

أو يُعصي قراراً لي

قلت اكتفيت وانتهيت

لا رجعة لنا إليكِ

قرار حاسم وأبدي

سأزهق روحي إن هفت لحبكِ

وسأكوي أشواقي بالنار

إن كوتني أو داهمتني

لا 

هذه المرة  ليست مثل كل المرات

هي كلمة قاطعة

لا رجعة عنها

سأخنق جوارحي إن بكت

وسأحرق أحرفي

لو راودتني القصيدة

مهما أرسلتِ خلفي من حنين

لن أعود ولن أضعف

سأمرغ اشتهائي بوحل الموت

من هنا من موقع جرحي

واحتضاري 

أعلن 

من خلال منبر الجنون

انفكاك قلبي عن مسار فتنتكِ

واستقلال روحي عن هيمنة عيونكِ

وحدي سأبقى

سأهدم جسور الذكريات

لن أداعب وردة كي لا تذكرني بكِ

لن أصادق فراشة كي لا أضعف

لن أمسد لنسمة خائفة كي لا أحن

وسأعرض عن أي ابتسامة تصادفني

حتى القمر لن أعيره اهتمامي

وسأغض طرفي عن نجمة تلوح لي

كل ما يتعلق بكِ سأقطعه

من عطر إلى شعر أو موسيقى

سأعيش في مكان لا يطاله الندى

سأهجر الغيم والمطر الشفيف

لن أفتح للبحر نافذة تطل عليّ

ولن أسمح للموج

أن يستحم بدمي

سأمكث وسط الرمل

إن كان العشب  سيثير هيامي

سأوقف عمري خلف الغياب

كي لا تطلي على ليلي

سأمنع الليل على الإتيان بسيرتكِ

وإن نمت سأكبل أحلامي بالسرير

كي لا تفرّ نحوكِ

سأمسك عنك قبلات ضوئي

وتنهدات أصابعي

وشهوة أنفاسي

سأحرم دربكِ عن خطاي

لن أعانق شجر الكرز ما حييت

أو أحضن سحابة بيضاء ناعمة الملمس

فكي عن عنقي شذى طيبكِ

ولا تقتربي من أوجاعي

عليّ أن أصحو من هذا الهلاك

عليّ أن أنجو من هيمنة سطوعكِ

أنتِ بلاء القلب

شرخ الذات الوديعة

جنية الانهيار المباغت

أنوثتكِ مصيدة للروح

وطعم شهي للقلب

ولكني 

أعلنت عن تمردي

من طغيانكِ على هوايّ

كنت أحبكِ أكثر مما ينبغي

وأخلصت أكثر مما يجب

طرقت بابكِ كثيرا حتى انهزمت

وأنتِ 

لم تستجيبي

فلا تغتري على قلب

غنّى لكِ طويلاً

حتى استحال نبضه

إلى جمر من دمع *.


                                     إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق