أبحث عن موضوع

الجمعة، 16 يوليو 2021

المنـــاقـضـــــا ت والمــعـــارضـــا ت في الشـــعـرالعـــربــي ........... بقلم : فالح الكيــــــــــــــلاني // العراق



.

بســــــــــــــم الله الرحمـــن الرحيــــــم

      (  تــمـهــيــــــــــــــد )

.

      الشعر العربي لسان الامة العربية  ووسيلتها  للتعبير عما  يقع في المجتمع العربي  وكانت العرب في العصر  الجاهلي  تقيم الأفراح  في  حالة  ظهور احد  أبنائها   كشاعر مبدع ، فالشعر عند العرب  قديما  يرفع  من شأن  القبيلة  ويحطه  من  أخرى وكذلك  ولادة  الشاعر فيها  له اهمية واسعة  فالقبيلة  التي  لا تنجب شاعرا لا يوجد من يدافع عنها .فالشاعر لسان حال قبيلته  وهو الذي  به  تقول.

       و كان الشعر في  صدر الإسلام وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام  ازاء  كفار  ومشركي  قريش وما حولها من القبائل التي لم تدخل في الاسلام  في  حينها . 

      واستمر  الشعر في العصر  الأموي وفي العصر العباسي كوسيلة  من  وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة ويمثل كل النزعات والنزاعات  التي سادت  المجتمع العربي  والاسلامي  لقصد  تبليغ  آرائها، والدفاع عن مبادئها، في  مواجهة خصومها  او بيان  خلافاتها  مع  الاخرين فهو اشبه  بصحيفة  سياسية مرتبطة بجهة معينة تعبر عن اراء هذه الجهة او تلك خاصة  في الشعر السياسي   والقبلي  والحزبي  والطائفي  وما اليه  من المشتركات التي اصبحت  بمرور الزمن  فنونا   واسعة   .

      لذا فللشعر العربي دور بارز في الحياة الأدبية  والاجتماعية والفكرية والسياسية، وقد تطور  بتطور الشعوب العربية والإسلامية، وعلاقاتها بالشعوب الأخرى المجاورة لها  وغيرها .والتاثير اللغوي بينها  مما  ادى الى  بروز فنون  شعرية  متطورة  في الشعر العربي  في كل مجالات التأثير  من حيث المضمون  والأسلوب  واللغة و الأوزان  والقوافي  وما  إليها  فكان  سبيلا  لظهور انواع  جديدة  كثيرة  من الفنون  الشعرية  مثل  الفخر  والمدح  والهجاء  والوصف والغزل  والبكاء  على الاطلال   ثم ظهور الشعر السياسي، والشعر الصوفي،  والشعر الاجتماعي  والشعر   الوطني ، وشعر  الموشحات  في  العصر الاندلسي. 

       ويعد الشعر العربي واحدًا من أكثر الفنون الثقافية والادبية رواجًا واستعمالاً حتَّى على مستوى الحياة اليوميّة، فالعديد من الأبيات الشعريّة صارت أمثالاً تضرب في المواقف  والمناسبات   وتميز  الشعر العربي بإيقاعه الموسيقيّ الجميل من خلال بحوره الشعرية  وتناسق مفرداته، وجمال التشبيهات الأدبيّة فيه واسهمت  هذه الأسباب وبشكلٍ واسع  في الاستشهاد  بالشعر عند الناس.وعند متذوقي الادب و وخاصة الشعر .

           واكتسب الشعر عند العرب أهميّة كبيرة ، فقد نال الشعراء عناية خاصة في قبائلهم والمجتمع العربي - ولا غرو- فأهميّة الشعراء من أهميّة الشعر ومكانته . ولما كان  للشعر العربي  مكانة عالية عند العرب فقد شملت هذه المكانة  الشعراء قائلي الشعر ومنشديه  .

          وللشعر العربي دور كبير في حفظ اللغة العربية من ناحية الظواهر الصوتية ومن ناحية التراكيب والمفردات، خصوصًا النادر منها وغير الشائع في الاستخدام، وقد برز استخدام الشعر كمصدر رئيسي من مصادر الاستشهاد والاحتجاج في فترة مبكرة من تاريخ التصنيف والتقعيد لقواعد اللغة العربية.

        ( لاحظ كتابي دراسات في  اللغة والبلاغة والادب ) طبع دار دجلة ناشرون وموزعون   \ عمان - الاردن \2021

     وقد استخدم الشعرالعربي في الاستدلال ببعض الابيات الشعرية للاستشهاد بها في  قواعد اللغة العربية ونرى  استخدام  الشعر بغزارة في قواميس اللغة ومعاجمها وخصوصًا عند سرد المفردات النادرة الاستخدام  و كذلك ساهم الشعر بدور كبير في حفظه في مجال أصوات اللغة  والظواهر اللغوية المتعددة للنطق بالحرف العربي  والتي تختلف باختلاف القبائل ومناطق سكنها وقد حفظ  لا لنا الشعر العربي ظواهر متعددة من اللهجات العربية التي كانت ولا تزال سائدة في بعض  المناطق .

        والشعر العربي يمتاز بسلاسة ووقع عند السامعين، ولما يتميز به من نفوذ بياني يسيطرعلى ميدان الاحتجاج في قواعد اللغة العربية؛ فهويمثل  فنّ العربية الأول  وأكثر فنون القول هيمنة عند العرب على التاريخ العربي  إضافة إلى كونه وثيقة يمكن الاعتماد عليها في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم، فلشعرالعربي  يعتبر المرجع الموثوق به لأساليب العرب البلاغية والبيانية، والمصدر الأصيل لمفرداتهم اللغوية وطرقهم التعبيرية، فضلا عما يحويه من  المآثر العربية  ومفاخرها، وأحداث أيامها ووقائعها؛ فهو الوسيلة الأولى التي اعتمدت في تدوين  التاريخ العربي الانساني واللغوي  والوجداني والاجتماعي.

         .وانتشرت في العصر الاموي المناقضات او النقائض في الشعر بحيث لايوج عصر انتشرت فيه النقائض مثل العصرالاموي وخاصة غذاها الصراع الدائر بين فحول شعراء هذا العصر وهم جرير الخطفى التميمي   والفرزدق التميمي  والاخطل التغلبي . ثم ضعفت بعد ذلك او كادت تموت في الشعرالعربي لولا  بعض الشعراء الاندلسيين .

       اما المناقضات فقد ظهرت لاول مرة في قصيدتي امرئ القيس  وعلقة الفحل  والتي حكمت بينهما ( ام جندب ) في العصرالجاهلي  تبعها قصيدة ( البردة ) لكعب بن زهير  في مدح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم  اذ عارضها الكثيرمن الشعراء  العباسيين والاندلسيين وشعراء عصرالفترة الراكدة وشعراء العصرالحديث .

        وبقيت كذلك  في العصر الاموي  وبدايات العصرالعباسي وتوهجت في نهاية العصر العباسي والعصرالاندلسي  وعصر الفترة الراكدة وعصرالنهضة العربية حيث كانت ردت فعل  من شعراء عصرالنهضة وشعراء العصرالحديث في معارضة قصائد معينة  لفحول الشعراءالعرب  على مدى  العصور الادبية  . وفي العصر العباسي  ظهرت المطارحات كبديل للمعارضات . والمطارحات  تكاد تكون هي ذاتها المعارضا ت او قريبة جدا منها .

         والمعارضات  الشعرية هي سمة العصر الذي قيلت فيه فهي  تعد ظاهرة إبداعية خارجة عن التقليد فالشاعر قد يصوغ موضوعها صياغة جديدة  بما وهبه الله من مزايا والهاما  شعريا بعيدا عن التقليد ويثبت ذاته  في معارضته . وان قيل ان الشاعر قد يتكأ على القصيدة المعارضة  كما ظهر في الشعرالاندلسي  او ل الامر فذلك انبهار شعراء الاندلس بشعراء المشرق العربي ومحاولة شعراء الاندلس مجاراة  شعراء المشرق فهم يظنون ان شعراء المشرق افضل منهم  ابداعا  ويحاولون اللحاق بهم  والوصول الى ما وصل اليه المشرقيون في الشعر لذا ابدعوا في معارضاتهم الكثيرة .

                                 اميرالبيــــــان العربي

                            د. فالح نصيف الحجيـة الكيلاني     

                            العـــراق – ديـــالى – بلــــد روز   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق