أبحث عن موضوع

السبت، 3 أبريل 2021

"زجاجٌ مُعتَمٌ.." قصة قصيرة ........... بقلم : علي البدر // العراق

 



- صُوَرُكَ تملأ الصحف وأنت في بداياتك.

- تفاؤلكِ أحبه. يوقد ناراً وسط ناري..

- طموحُكَ!

- مابه؟

- قد ينهيكَ أو.. يقتلك.

- غريب. كلام لمْ أسمعْهُ منكِ، زوجتي الحبيبة.

- أخاف عليك من الفشل والإحباط. أراك حائرًا وربما تائهًا وأنت وسط طوق بشري يحميك وخدم يصعب عدهم يداريك وسيلُ أموالٍ جارفٍ وأنتَ....

- أكملي. كلامٌ في عينيكِ لم تقوليه.

- لا تعرفكَ شوارعُ المدينة ولا ناسَها. ماذا ستفعل في أيامك القادمة؟

- الآن فهمت سبب تشاؤمكِ. إن لم أفُزْ ثانيةً، وهذا مستحيل، نَشُدُّ رحالنا من حيث أتينا. وطني الذي أقسمت على الوفاء إليه بانتظاري. 

- لقد تعودتُ العيش هنا. طفولتي كانت هنا ولابد من إعادة حساباتك. لا أريد الخسارة. لابد أن تعيش بين الناس وتفهم معاناتهم ليكون القادم كما نريد.

- مستحيل. يمضي الوقت وأنا مشغول في توقيع الكتب الرسمية التي أتحمل مسؤوليتها كوزير لوزارة مهمة كما تعلمين.

- وأنتَ في سيارتك. أنظر إلى الناس على الأقل يا ... معالي الوزير! لن تكون وزيرًا ثانية أبداً.

- تشاؤمك يقتلني.. الناس.. الناس.. للمرة الألف أكررها. وها أنا أعيدها ولآخر مرة. أفهمت؟ لآخر مرة. كيف أرى الناسَ وزجاجُ سيّارتي مُعْتَمٌ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق