أبحث عن موضوع

السبت، 3 أبريل 2021

ياسيّدَ الخراب أنتَ .................. بقلم : بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية




منذُ زمنٍ سحيقٍ

وأنا أسكنُ دمعتي

لا أغادرُها أبداً

وهي لم تتخلَّ عنّي

حتّى في أشدِّ حالاتِ

الفرحةِ العابرةِ

عنوانيَ الدَّائمُ

الذي لم أغيّرهُ قط

دمعتي المتدفّقةُ

بالنارِ والحسرةِ

كتبتُ على بوّابةِ أيّامي

من هنا مفارقُ الغربةِ

تبتدئُ وتمتدُّ

إلى أقاصي الاختناقِ

حجرٌ يتكسَّرُ في دمي

ماءٌ يتصلَّبُ في حنجرتي

وصحارى قاتمةٌ تعصفُ

في صوتي

وأكداسٌ منَ الانتظاراتِ

ترقدُ في قلبي

أَفرد ْ لي ذراعيكَ يا حزنُ

يا أبتي

الذي تربَّيتُ في كنفِهِ

ليسَ لي غيرُكَ

لأَئْتَمنُهُ على دمعتي المُتَجَدِّدةِ

وحدَكَ مَن يتقنُ رعايتَها

ويسهرُ على تفتُّحِها

فلا تهجرني يا أبتيَ الصَّلبُ

وقد بدأتُ أولى خطواتي

وأنا أمسكُ أصابعَكَ

لا أعرفُ سوى الظُّلماتِ

لا أثقُ إلاّ بالأوجاعِ 

أنا ربيبُ الانهزاماتِ

نشأتُ في زمنِ الانهياراتِ

وحدَهُ الحاكمُ العربيُّ

مَن يستحقُ هتافاتي 

تحيا يا أميرَ الموتِ

يا سيّدَ الخرابِ أنتَ

يا قاتلَ الأحلامِ البيضِ

اغسل قدميكَ بدموعِ الأوطان

ليرتفعَ علمُ البلادِ

فوقَ الجَماجمِ *.


                 إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق