أبحث عن موضوع

السبت، 3 أبريل 2021

مـــلامح فـي الســـماء ............. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق

أرى ملامح قريتي من بعيد في نجوم سمائها ،إن فجيعة الرقم المشؤوم وقهره ،من رماده ثبتت الخرائب ،تتبدد صورتها عند بحلقة العين

يتمدد ويصدح القلب حين يلمسها ،ما ذا أرى يا قريتي ،شوامخ اندثرت

جثث بل رؤوس ،أكّف متضرعة مقطوعة ،الهوان يغطي النجوم ،تناثرت أحلامها ،عشاء عبر طريق ممتد طويل على جانبيه دماء وأشلاء ،لم يبقَ غيري على كتفيه الحزينين ،عناء يطاردني ،أفتش عن إنقاذ ،حزني قريب من السماء ،طال ارتحال دمي ،صليت ،لم تستطع النصال سفك دمي عدت بعد عناء مع الريح لقريتي ،ما لبثوا أن قطعوني بسكين الحقد ،أشجار الحقد في قريتي تنبت ظامئة ،تسعى بأوردة البؤساء العرايا ،انطلقت يرافقني سفري الدموي ،سيف الجلاد على عنقي ،كلما صحوت من غربتي

فصل رأسي عن جسدي ،يتركني جثة لا تطيق  ،الحياة لا تأبه للموت

جسمي ينزف دما في كل درب في كل ميناء ،أتفاجأ بالليل في قريتي

وبالشمس في غربتي ،تتكوم أطفالا  ،تريد العبور الى الفجر ،يؤرقني الشوق ،يلعب ما أبقت الريح من جسدي ،تتوهج روحي حنينا ،لِقريتي الشمس ،أخلع آدميتي ،أصير طائرا يتسلق ،صخور الموت كل يوم

أنقر على نتوءاتها ،باحثا عن منفذ منه أتسلل لقريتي ،تمتد المسافات

ينزلق دمعي  على صخرات البعد ويتكسر ،ترسم أمواجه ظلالا على الأديم ،لم يعد لها صدى ،عين الأهل لم تتجسس  ،الطريق ما زال ليلا بلا فجر ،نامت النجوم ،وجهي بمقبرة الصمت ،حتى فاق القبر ولوجه في صمت أبناء قريتي ،كانت حناجرهم تتحدى  السيف والظلام على مقتربات الخوف ،يستدفئون بأنفاسهم في ليالي الشتاء ،يعدّون من حرارتها قبلا وأغنيات للعشق ،ضاع وجه شبابي وكهولتي  ،بحثا في عقيم التاريخ

عن لون أبوابها وأزقتها ،عدت على مهرة أصيلة من تراب الزمان القديم المشروخ الى الزمان الجديد ،أعبر النهر ،أجتاز الصحراء ،تتلألأ عيناي أنجما ،لم تكن أبصرتها قبلا...


العراق/بغداد

26/3/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق