أبحث عن موضوع

الأحد، 5 ديسمبر 2021

أضواء على قصيدة ( أفراح وطن ) ...للشاعر ( مصطفى الحاج حسين ) .بقلم الإديب والشاعر و الناقد : عبده مرقص عبد الملاك سلامة




لقد أختار الشاعر عنوانا متفائلاً لنصه الذى يعبر عن مأساة الإنسانية و الوطن المحترق بنار الفتنة التي أتت على الأبرياء من المواطنين ( أطفالاً و شيوخاً و نساء ) ، نار فشل من أشعلها فى إخمادها ، و إذا بالشاعر يحلم بصوت عال من عمق المأساة و يخيل له فى الأفق وطناً غير الذى يعيش فيه و يشاطره فى ذلك الفراغ الذي يناجيه بدموع من عيون حالمة و ذابلة و يربت على كتفيه و هو غارق فى أحزان لا نهاية لها و يخاطبه بأنه فى إحتياج لوطن إن لم يسعد بالعيش فيه فهو فى حاجة إلى تراب الوطن ليحتوي رفاته ، محتاج لوطن كله ضجيج ، ضجيج أهازيج الطير والحب و شمسه تهب كل من على أرضه الحياة و السعادة .. و قد وفق الشاعر فى إختيار مفردات تعبر عن التجربة الشعرية التى يعانيها ( يصيخ السّمع لدمعتي ) ، ( يجسّ تجاعيد أنفاسي ) ( أشجاره تثمر القبلات ) و إلى أخر ما ورد بالنص .. و بالرغم من الموسيقيى الداخلية فى النص فقد راوغ كما يراوغ الثعلب للهرب من الإلتزام بالقافية و صار يقفز قفزات سريعة لتجنب القافية وتلك الصور المتحركة قد لا تجعل القارىء يعي ذلك .. وعموما النص يتمتع بإحساس مرهف و شعور مفرط فى الحزن المختلط بالأمل فى غد يأتى بوطن مثل باقي الأوطان ، بل أفضل تحياتي .
عبده مرقص عبد الملاك سلامة ..
______________________________________
القصيدة :
* وطن الفرح ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يتأملني الفراغ
يحدق في زحمة اختناقي
يقترب من انهزامي
يجسّ تجاعيد أنفاسي
يصيخ السّمع لدّمعتي
يمسّد أصابع لوعتي
ويربت على أكتاف أوجاعي
يسقي صمتي جرعة
من تراتيله
ثم ..
يجهش ببكاء محترق
ويدمدم ..
بصوت متهدّج النظرات
أنتَ ..
محتاج لوطنٍ يضمّ رفاتكَ
وطن ..
يزخرُ بغبارِ الضّجيج
تعلو سماءه غيوم
من الضّحكات
وتكون ..
شمسه مجدولة الدّفء
أشجاره تثمر القبلات
طيوره ..
من همسات الخبز
أحجاره ..
تشيدها الموسيقا
شبابيكه من شهوة النّدى
وطن ..
ترفرف على أسطحته
مكاتيب الغرام
شوارعه تكتظ بالنّجوى
وأبوابه من ضوء
القمر *.


إسطنبول






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق