أبحث عن موضوع

السبت، 13 فبراير 2021

سيرة موتي ............... بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية





كم غرفت من دمعي الأيام ؟!

وكم نهبت من قواي ؟! 

كأنها ما أحبت شغبي !! 

سرقت لي مقعدي المدرسي

وسلمت طفولتي لحضن الشقاء

حملتني أحجاراً بثقل الأرض

صعدت سلالم الأنين

وأدراج اللهاث 

وكانت أصابع كفي 

تبكي طوال الوقت

من تعب يجزها كالسكين

وساقايّ ترتجفان من وهن أليم

كنت أحمل الأحجار ك " سيزيف "

على وقع زعيق أبي

عجّل ياابن الكلب

عرقي يقطر من روحي

بضراوة كان الغبار

يلتهم وجهي المحروق

من فحيح الشمس

وسخرية العمال  من  ضعفي

كانت تلازم قلبي

وحدها القطط ..

كانت تشفق عليّ

وأمي  لا تتدخل بشأني 

سلمت أمري لأبي

ما كانت تجرؤ أن تدافع عن نفسها

فكيف تحمي أولادها ؟! 

حفرت قصائدي على الجدران الطرية

بالمسمار ..

ريثما أحضر دفتراً وقلماً

بالخفاء عن والدي

وكان الحب ..

عقوبة ليفاعتي 

الحبّ البريء المستحيل

تحول إلى سكين

مزقت صدري ..

وكان ما شاءه أبي

من فراق واحتراق قلب

وبكاء .. 

سيستمر أجيالاً

تعلمت ..

أن أتذوق الموت

كلما ..

أقدمت على الحياة *.


                       إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق