أبحث عن موضوع

السبت، 13 فبراير 2021

على بياض الجدران ............ بقلم : فاطمة الزهراء فزازي _ المغرب





 يجتاح السكون المكان

ويغزو البياض الجدران،

وهذي العيون،

 ترسم خرائطَ

 لحياة صاخبة هناك ،

في الأسقف الهاربة نحو الفراغ،

وتقص سيرةَ حياة 

غير مكتملةِ المشاهد،

يؤثثها الخيال..

 ببعض رُتُوشٍ،

وبأبعادَ ثلاثيةٍ،

تكاد تلمسها الأيادي،

 تتراءى من بعيد،

قادمةً..هاربةً

كَومِيضْ..

تقتربُ..تبتعدُ..

لتغرقَ في غياهب المجهولْ..

هِيَ ذِي الحقيقةُ

عاريةٌ

متواريةٌ

في حدائقَ خلفيةٍ..

يُبذَرُ بعضُها في تربة سوداءَ،

تصير التربةُ تِبْرا

يصير الشوكُ سياجا

وعلى أديمِ الأرضِ 

هديرُ نبضٍ متدفِّقٍ

وماردٌ يضْبِط إيقاع الريحِ..

 يدفع بكفّيْه 

عن العيون

رمالَ الزَّيْف..


**شفشاون/ المغرب**

**5 فبراير 2021**

هناك تعليق واحد:

  1. (قراءة في القصيدة )
    بداية، أصرح بان هذه القراءة هي محاولة لاستنباط وفهم بعض ما أتت به القصيدة من إبداع ان على المستوى الفني واللغوي او على مستوى المعاني والمضامين الشعرية العميقة الاثر وذلك كونها تحمل انزياحات فلسفية في الرؤية للعالم والحياة حيث يلتقي السكون و الحركة والخيال والواقع ثم يفترقان في تجليات شعرية ساحرة وعصية على الضبط ...
    فالقصيدة تبدأ برحلة- مأثثة بالخيال - متمثلة للسكون على المستوى الحسي والبياض على مستوى المكان والافق الغامض الملامح ..هي صورة ترمي بذهن المتلقي في وضعية نفسية تتسم بنوع من الاسر والبحث بمخيلة القارئ عن نبذ الفراغ وكسره برسم النقيض بحياة صاخبة وفعالة تعد الفارق بين الكائن والممكن لنفض الغبار عن حياة حقيقية هي محور القصيدة المتقنة لاستعمال لغة الشعر ومستلزمات البناء الشعري بلاغيا ولغويا ...هي رحلةتكسر الصمت المهين فتحيله عالما وحركة دائبة لفك غموض ورموز الفراغ القاتل وتحويله الى تمظهرات للحياة في مراتب التجلي الصاخب و العنفوان المعاش ولو ان الماهية غير مكتملة وغامضة المعالم ...غير انها تنبئ في انفاسها بشكل تصاعدي عن افق جميل جمال الطبيعة و الارتباط بالارض والواقع من خلال النبت و البذر الحامل للحياة الجميلة المعلنة عن وجود حقيقي لكنه يظهر ويغيب ...
    هذه الصورة العجيبة تطبع جسم القصيدة وترتسم في مخيلة القارئ كسحر وخيال شعري ياخذ النفس وذهن القارئ فيرحلة البحث واستشراف حياة حقيقية على أديم الارض لتلامسها الايدي ، هي رحلة نفسية وفكرية في عالم سحري وغير مرئي يتصدر العقل و يبني قرارا نهائيا يفصل بين الخيال والواقع في تجل ووضوح .
    حقيقة تفرز السكون والاستكانة من الحياة و الحركةحيث تجعل النفس في رحلة البحث المسخر للطبيعة بتربتها وحدائقها فيها ينبذ الشر والضياع وتحل الحياة بعنفوانها وجمالها في الزمان والمكان تغزوها لغة الشعر و التعبير البليغ الجميل في غير تقريرولا ابتذال و برسم حروف الشعر وسحره الحقيقي الممتع و المشبع ادبا وسحرا للغة و الصورة الاسرة، رحلة من السكون الى الحركة ومن الغموض الى التجلي والحلم بدل اليأس والقنوط والاستكانة ، انتفاضة يشرعها العقل ومنطق الاشياء في قالب شعري موزون ومنتقي للغة الشعر الدسمة و عميقة الاثر .
    القصيدة أنفاس وحلم بالحياة مفتوح بلا انغلاق وبشاعرية تتقن احتراف الكتابة تأسر القارئ وتحيله على إعمال العقل والتحول من وضع الاستكانة والغموض الى وضع الحلم والبحث عن وسائل تحقيقه ...هي انفاس جميلة مبنى ومعنى وحاملة لهم انساني عميق وحلم ينبذ الفراغ و يسيجه بالشوك والمارد لانه صعب المنال .
    تطريز أخر ايتها المبدعة ينضاف الى قصادئك الرائعة... هي تراكم ينقلك الى مصاف المبدعات الشاعرات عربيا في زمن قل فيه الابداع الرصين والجميل او بالاحرى يعرض للتهميش في زمن التفاهات في إطار الحرب المعلنة و الخفية على كل ما هو راقي وجميل بناء.
    دام لك الابداع وأقر أني لم اصل الى مكنونات القصيدة و جواهرها ان على مستوى المضامين او اللغة المستعملة باحتراف ...دمت شاعرة متميزة كما دائما
    محمد أبويعلى في 16/02/2021

    ردحذف