أبحث عن موضوع

السبت، 19 سبتمبر 2020

تـــضميد جـــراحي دمـــوع تتـــساقط ............... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



أضمّد جراحي ،أحملك بين ذراعيّ ،لن تموتي وإن متِّ ،أموت معكِ

تُغلبينني، تقهرينني، لم أكن مغلوبا ومقهورا، يوما ،فقط أنتِ، لأنني أحببتك، حبي لا يضاهي ،كل الشر والآفات رددتها عنكِ، كيف نموت؟ تموتين وحدكِ من دوني! لِيشمت بي آلهة الحبّ، وتسخر مني القبيلة ،هل قهركِ الموت؟ قهرنا الموت في الغابة والجبل والصحراء ،وجدتُ غصن الحبّ في أعالي القمم ،قطفتها وحملتها اليكِ، لم يغمض لي جفن ،ألمي شديد ، لا حياة ،حرمني الموت، الاولى بكِ والثانية بي ،لِعدم قدرتي على المفارقة

أنتِ رائعة ولا أروع منكِ ،لا تتأسفي، لا تتحسري، لا تبكي ،لا تندبي ،لا تدفنيني وحبّي ،دعي جسدينا عند موتنا على الفلاة ،دعي عظامنا للشمس،

لنا المجد أننا رددنا الشر عنا ،يا فرحك، فلا تحزني ،أزهارك تزهو بلمستك الحنون ،الشجر ينمو ويرتفع والينابيع لا تنضب ،جبال سعيدة واودية عميقة ، نسور تملأ أعشاشها بالصراخ ،الصوت والصدى لا ينقطع، أحلاها غناء الرعاة ،ويل لمن يبقى واقفا ،أنا وهي نموت سعداء

لأننا عرفنا الموت ،ضمنا أيها الموت، أغر لنا عنادنا.. جوٌ خانق ، ألوي عنقي كغصن ذابل ،أتَسّقط الاخبار ،أتأمل الصحف أقرأ كأني لا أقرأ أنام ، أصحو على صرير الباب، وحفيف الهواء في النوافذ ،آكل، أشرب على لساني طعم ألتراب ،أمعن النظر، أنظر فلا أنظر أسترق السمع كأني لا أسمع ،أفكر بأمسي فيجري، يهرب ،وفي غد ينحسر الى الحاضر ،أفتش عن نسمة تهبّ من شقوق الطين ،أفتح كفي، أعقد أصابعي ،أمشي ، أقف، أنتصب في مكاني ،أحرص على ساعتي، مخافة أن تتخلى عني ،كل شيء يتخلف، يتقلص إلى أين؟ عيناي فارغتان ،أتذكر زهرة الصحراء على الرمال، فأتذكر العواصف ،أتمنى أن أسمع همساتي أتمنى أن أكون جريئا وأصيح ،أتمنى لو كنت أنا ولو لم يكن إسمي هو أنا قريتي في غربة ، داخلها، تعاني ما تعاني، يغرق نحيبها في موج الانتظار ،أدمعي بين الخراب ،أتعزى بالأجداد ،قريتي رائعة ،يتنازع على حبّها المحبّين، تصدّهم ،ترجو عودة إله الحبّ ، يعود لا ينجو من أحد، يعود لِيبني ،لكل شيء نهاية ،أبقى معلقا كالعنكبوت، بخيطي الضعيف ،بدايتي لا تبدأ ،كنت قبل أن أكون ،أنا ضد أنا ،أتناسل بلا انقطاع ،عرفت اللحظات الناصرة.. في الرحاب الشاسعة أفتقد العيون ألزائدة، والمراعي الزاهية، لا حدود لي غير دمعتي ،تسقط في فراق العشاق ،ليل نهار، قطرة تسقط بتروٍ ،فتفيض أنهاري ،تغمر الأودية ، تفيض الى سهول ،تنحني لي الجبال، بقممها ينهض الموت ، يعاتبني ،: أمنتك على سري، كنت خائنا ،كل شيء أفتقده

أنسى نسيا منسيا ،أجمل لحظاتي وأبهاها ،أنني في قريتي ،نفتح الابواب والنوافذ ،للصوص وقطاع الطرق ،نَقتل ونُقتل ،نتطاول النجوم، نحن بالهاوية ،ما أجملك قريتي ،جمالك حياة في الموت ،قداسة في القرى

استعلاء في الوضاعة ،أنا الصغير الكبير، ألقريب ألبعيد ،ألممكن المستحيل ،وجهي جبل وجسدي البحر ،لا حدود لي ،أعود بطلا على جبيني غرة ،الخراب عجّل عودتي ،دعاني فاستجبت الدعاء ،سأكون الصوت الهادر ،تشاورت مع قريتي ،فعلى الضفاف ينبت القصب

وعلى الجبال، الجوز واللوز...



العراق/ بغداد

12/9/2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق