أبحث عن موضوع

السبت، 19 سبتمبر 2020

امرأة من جديس .................. بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق


عاشقة 

تمورُ بغيرِ ما ترتّلُهُ أذوناتُ كهنةٍ يمضغون سَجَعَاً تحتَ مُنعرجاتِ  بخورِ الصّندل . . .

ودّتْ لو أنّها قبلَ هذا 

كانتْ نسيّاً على هامشٍ

لا يُقرأ . . .

ما لبستْ شفيفاً 

باحَ بأسرارِ ما أخفتْهُ أوراقُ توتِها  الذي قد يحدُّ من فسقِهِ خيْطَ استحياء . . . 

حينَ يَحزَنُ القمر 

يذوبُ السّكّرُ ملحاً في سبخِ الأرض . . .

يفقدُ الجّوريُّ أحمرَهُ في خدودِ الخجَل . . . 

بارداً 

يبيتُ كُلُّ شئ ! 

. . . . .

فاضتْ بصفائِهِ خلايا  . . .

قيلَ لهُ كُنْ 

فكانَ سحراً في إناءٍ أنسيّ . . . 

كُراتٍ

تشقُّ شرنقةَ الدّهشة 

لم تنلْ منها إلآ مرآةٌ وقحةٌ في لُجةِ عُريّ . . .

لوزٌ هنديّ 

ينشطرُ صحنَ كرزٍ 

تهفو إليهِ مناقيرُ طير  . . .

كيفَ لهذا الذي تضيقُ بهِ أبجديّةُ الحُسنِ

أنْ يستعبدَهُ ظلامٌ معتوه ؟

تحفّهُ أنوفٌ 

تُسكرُها مباخرُ احتراق  . . . 

ما لهذا دَنتْ في بستانِها الثّمار !

. . . . .

يمامةُ

أيّتُها العيْناء 

يا نصفَ أيّامِ صِباي . . .

دعي الظّلامَ يحترق . . .

استشرفي مساحاتِ العشقِ 

بثاقبِ ما تريْن . . . 

فالقومُ 

يستكثرون أنّ امراةً 

تعلّمُهم خفايا مايجهلون  . . . 

الوقْعُ 

عندَهم للسّيفِ لا لحَدسِ انثى تكتحل . . . 

نسوا 

أنَّ نظرةً منها قدْ تُغرقُ مقامَ عرشٍ بمالكِه ! 

تُعيدُ خارطةَ سطوتِهِ لأضافرَ 

تحكُّ جلدتَهُ فقطْ . . . 

بعدَها يتعلّم 

كيفَ يكونُ الأسودُ لوناً للخُيلاء . . .

. . . . .

ايّتُها الآلهة

انزعي من طَسمَ هذا الغِلّ   

فما كانَ القلبُ غيرَهُ في آخر !

اللّيلُ ليل . . .

النّهارُ نهار . . .

لكنّّهما في لحظةٍ

يعتنقان . . . 

أيُرضيكِ أنْ يُسجرَ نزاعُ الدّنيا بحطبٍ من عشق ؟

ساعديني 

فأنا امرأةٌ 

توشكُ ألآ تكون . . .

لا جملَ لي في حرب

لا ناقةَ لي في تجارة . . .

أنا هي امرأةٌ 

أحبتْ . . .

إيّايَ يُحب . . .

لهم كُلُّ ما يملكون 

ولهُ من هذا 

أنا !

. . . . .

أيلول / 2020


 

* جديس وطسم قبيلتان من العرب عاشوا في الألف الأول قبل الميلاد. وهم من سكان جزيرة العرب القدماء كالعماليق وعاد وثمود، الذين كانت لهم حضارات عظيمة في وسط شبة الجزيرة . وكانت الغلبة لطمسم ولن تمسح أن يتزوج طسمي من جديسية. 

وبينهم زرقاء اليمامة من جديس وقصتها معروفة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق