أبحث عن موضوع

الأحد، 7 يونيو 2020

الرحلة الاخيرة .................... بقلم : محمد موفق العبيدي// العراق





لا أعرف كيف أبدأ يومي...


بأي ذكراك ابدأ...


فبدون ذكراك لا يكون ليومي بداية...


فأنت أيتها الراحلة في غربة الزمن...


الراكبة الوحيدة في عربة الافتقاد...


التي تجرها خيول الرحيل البعيد...


تتركيني وحدي... يعبث بي الوجد ويصرعني الاشتياق...


تنشط ذاكرتي في استعادة كل أشرطة الذكريات...


أني فقدتكِ جسدا...


لكنك تعيشين الان معي روحا...


أحس بك في كل لحظة من حياتي...


أنك بجانبي...


تخترقين حجب الغموض وتعبرين فواصل حواجز الارواح بالأجساد...


علمتني الان لغة جديدة...


ليس في ابجديتها حرف واحد...


انما فيها تناغم من الوان نورانية...


تتراكب بشكل يبعث في اعماق النفس...نفس الشعور الذي تحدثه كلمات الحب...


التي ملأت قاموسك...عندما كنت جسدا جميلا تملئه روح الحياة...


أصبحت أراك طيفا يسبح في انوار المساءات الحالمة...


أشعر اني اعيش معك...


أصبحت عيوني هي مسكنك...


تزورك المشاعر في كل لحظة...


اني انتظر رحيلي اليكِ...


لغتي اصبحت غير مفهومة لمن حولي...


اعتبروني من مجاذيب الحياة السائحين على غير هدى...


يكلمون انفسهم...


ليس لهم عنوان على هذه الارض ...


يكفيهم من الحياة ما يجعلهم ينتظرون الموت زائرا حبيبا في لحظات العزلة المتكررة...


كلما انقضى يوم، عاد الانتظار من جديد...فبأي لحظة من لحظات العزلة، ستأتي أيها الزائر الحبيب...


أهيئ نفسي كل يوم للرحيل أليكِ...


الى البعد الثاني للحياة...


فهناك تنتظر الحبيبة المسافرة...


تجلس وحيدة في محطة من محطات الانتظار...


لا أريد ان ادعها تنتظر وحيدة...


سأخذ اليها معي كل رسائل العشق...وكل أشيائها الصغيرة...



سأروي لها كل الحكايات بعدها...


سأضع الشوق قبل الصبر...


سألوّن تابوتي بكل الالوان التي تحبها...


سأدفنُ في مجرى النهر الذي يدخل الغابة الوحشية التي يخشاها من يعشقون الدنيا ويعيشون بدون حبيبة...


ستكون الرحلة طويلة...


لكن عندما تكون نهاية الرحلة هي انتِ...


لن يكون الزمن عبثا ولن يكون الاحتضار ألما...


سيكون الموت... صديق الرحلة الاخيرة...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق