أبحث عن موضوع

الأحد، 7 يونيو 2020

طلقة / قصة قصيرة ............... بقلم : حسين اعناية السلمان / البصرة // العراق




عندما تتلفتُ يميناً ويساراً ، يتلفتُ مثلها بلا رغبة منه ، جلستها توحي بترقب حذر ، تأخذه عيناها الجميلتان الى قميص نوم أحمر ، تدلى قسمه الأعلى على جانب السرير ، وقسمه الأسفل بقي يتماهى مع لون الشرشف الوردي . مدَّ يده الى قطتهما التي سمتها زوجتُه ابتسامة , ضربت باطن يده بيدها وهي تتلمظ ؛ فرقَّ لها ، وداعب ظهرها . شمَّ عطر زوجته الذي يملأ الغرفة ... شعر أن الباب يُفتح . وقفت في الباب ، وقد تركته مفتوحا ، وأشارت له بيدها : تعال . أراد احتضانها . تجمعت على شفتيه كل كلمات الحب والشَّوق . على الرغم من أن المسافة بين الفراش والباب لا تتجاوز المترين ، لكنه لم يقوَ على اجتيازها . شعر بدوار ، كأنه في سفينة توغلت في عمق البحر. بحر واسع . الامواج تجتاح سطح السفينة ، تبلل ملابسه ، وبعض قطرات الماء تدخل في فمه ؛ فيشعر بغثيان ، ورغبة في الغرق فلا يستطيع . يفرك عينيه المتعبتين من السهر . أصابعه تمتدُّ وتتقلص ، يفتح عينيه بدهشة .يشعر بخيبة تقوده الى يقين أن لا أحد في الباب بل أنه كان مسدوداً . زحفت يده ببطءٍ شديد الى القميص ، كان ناعما كنعومة الياسمين . انحنى الى الأسفل ، رفع الجزء العلوي من القميص ، فرشه على السّرير . عندما ابتسم بمرارة أحسَّ بابتسامتها المنتشرة في كل شيء تلامس عينيه ... يبدو أن القطة كانت تراقبه بصمت . قامتْ . اقتربتْ . ضربتْ قدميه ، هل كانت تدعوه أن يرفعها الى الفراش ؟ كي تشاركه لوعة الاحساس بالفقد !! أمسكها بكلتا يديه ، وقبل أن يضعها على الفراش قرب القميص. ماءت . وانفلتت من بين يديه ، لتقفز بخفة وتوتر فوق منضدة عليها مزهرية ورد جوري ، تساقطت معظم أوراقه وجف الآخر . حاول أن يتمدد قرب القميص لكنَّ شيئاً ما جذبه بقوة الى خزانة ملابسها ومكياجها وأشياءها الخاصة . كان ثمة علبة حفظت فيها حليِّها . قالت له أنها سوف لن تلبس اي قطعة ذهبية غير خاتم زواجهما عندما يأخذها الى المشفى . اجتاحته لقطات وجدانية وحسية ، نزلتْ من عينيه دمعتان ساخنتان . ومن غير ارادة منه ، تأوه بصوت عالٍ . القطة أفاقت ، تمسحت بقدميه . هبط اليها . وربَّت بحنان على فخذها . كانت سمر وهذا أسم زوجته تقول له ـــ عندما تشاكس ابتسامة سهراتهما الدائمة في البيت ــ أن ابتسامة ضرتها . وتتعلق برقبته وهي تضحك ، وتكمل وهي تضمه لصدرها ، ولكنّي أحبها فهي الشاهد الوحيد على تفاصيل حياتنا . وعندما يأخذ يدها بين يديه تقفز ابتسامة الى حضنها ، وهي تهز ذيلها وتموء لكنّها تنسحب بهدوء عندما يقبل زوجته ...

قالت سمر لزوجها وهما في طريقهما الى مشفى الولادة بصحبة اخته الكبرى :

يارب نعود بإحسان ــ وهو الاسم الذي اتفقا عليه لملودهما البكر ــ

أجاب : يارب ...

شعر بضيق . نظر من النافذة . ملأ رئتيه بهواء يحمل الذكريات . مرت الان ثلاثة أشهر على وفاة زوجته ؛ بطلق ناري طائش بسبب // دكة عشائرية // ... وقبل ان يغلق النافذة ، رنَّ الهاتف ، كانت اخته على الخط : تعال. إحسان يريدك .

دكة عشائرية : نزاع مسلح بين عشيرتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق