أبحث عن موضوع

الأحد، 7 يونيو 2020

حكايتي .................. بقلم : سعاد محمد الناصر // العراق




منذُ مدة احتجبتُ عن الكتابة ولكني أجدُ قلمي هو أداة إبداعي وبينما أنا أتابعُ مسلسل حكايتي أحسست وكأنهُ يخاطبُ حواسّي يهزُ أعماقي، تابعتهُ بشغف بطعم الشوق وأسهرُ كلّ ليلة لأرى ما هو جديد، دراما لها قيمة إبداعية كبيرة حقا من الأعمال الفنية الجديرة بالاطلاع ومثيرة للاهتمام عمل يشّدُ المشاهد اليه بقوة ويفرض عليه أن يمضي معهُ حتى الختام، هناك أعمال على درجة من العمق والخصب الإنساني وأضعُ مؤلفها في مصافِ المؤلفين الكبار

وجدتُ فيهِ قسوةِ النفس البشرية تارةً وتارةً أخرى أبجدية الإنسانية والحب الذي كان مهيمنا على كلِّ شيء.

نشأت بطلة المسلسل في عائلة صعيدية تحكمها العادات والتقاليد الصارمة يتيمة الأم أرغمها والدها على الاقتران بابن عمها فهربت يوم زفافها الى الإسكندرية عانت الكثير لتكسب لقمة العيش بشرف رغم الحزن الذي بداخلها والمعاناة التي واجهتها كان فؤادها مغموراً بالذكر ريان بالاستقامة، فيّاض بالهداية الربانية مطمئن بوعد الله، على العاقل النابه يعطي كلّ شيء حجمه ولا يُضّخم

الأحداث والمواقف والقضايا.

استأجرت غرفة في بنسيون وتعرفت من خلال سكنها على شابة بعمرها يتيمة طوّقتها بحبها وحنانها، عملت خياطة عند احدى الخياطات المعروفات وتفوقت عليها من خلال تصاميمها اعتمدت على ثقتها بنفسها وتحملت المسؤولية، كانت دائمة الابتسامة رغم ما بداخلها من ألم، ما أحوجنا الى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر وأريحية الخُلق ولطف الروح ولين الجانب (إن الله أوحى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحدٌ على أحد ولا يفخر أحد على أحد)

كانت تذهبُ للبحر متأملةً في عظمة الطبيعة وأسرارها كان البحر وكأنهُ يحتويها كحكاية حب التقت بشاب وسيم مرهف الأحساس فبدأ الحبُ رقيقاً شفافًا شاعرياً ندفَ في أعماقها أحلاماً عذبة صغيرة كانت تبثُ لهُ همومها وترتاح اليه.

الخياطة كانت تغارُ منها ومن تفوقها في تصاميمها علمت من خلال ذلك الرادار البشري الغامض أن معاملة تلك الخياطة فيها شيء من الريبة فوجئت بابن عمها يدخل شقة الخياطة ظلت صامتة واكفهّر وجهها.. من هنا بدأت المأساة عرفت أنه يلاحقها ليقتلها اتصلت صديقتها بحبيبها لحق بهم وأنقذها.

استأجرت بعد ذلك شقة لتسكن فيها ولكن تلك الخياطة حقدها المجنون جعلها تستأجر أشخاصاً لحرق شقتها ولكن الأصرار والعزيمة التي تمتلكها عادت لتُبدع وتبتكر وتفوز بمسابقات الأزياء

وأصبح لديها عدة محلات للأزياء وتزوجت من الشخص الذي تحبه وذهبت بصحبته الى مدينتها كان سندً لها وساعدت الفقراء وفتحت لهم معملاً للخياطة.

فالخيط الإنساني من التفاهم الذي يمتد بين قلبين ينتصرُ على ثلج البغضاء ولا بد من يوم تشرقُ فيه شمس المحبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق