أبحث عن موضوع

الأحد، 7 يونيو 2020

يا وَحشَةَ الدرب ..................... بقلم : فيصل سليم التلاوي _ فلسطين







ألقِ الـــرحالَ وخَلِّ الدمعَ رقراقا


يَمحُ الـــــذي ذُقتَهُ هَولاً وإرهاقا


ياوحشــةَ الدرب قد حفَّت جوانبه


بكل ما حَســـــــِبتهُ النفسُ ترياقا


حتى تبدى لها سُـــــــمًّا تَغَصُّ به


يا قُبحَ ساقيهِ والكأس الذي ساقى


من بعد سبعين قد شارفتَ جانبها


ماذا تُرَجِّي وقد طـــــــوَّفتَ آفاقا


وخُضتَ فـــي لُجَّة عمياءَ مظلمةٍ


ما لاح فيها على مَرآكَ إشـــراقا


ما إن يوافيكَ نجمٌ وســطَ داجيةٍ


تهفو إلى ومضاتِ الضوءِ مُشتاقا


حتى يُمَرِّغَهُ عتمٌ، وتوسِـــــــــعَهُ


من كل جَنْباتِها الظلمــــاءُ إطباقا


يا خيبةَ الأملِ المَرجُــــــوِّ طلعَتُهُ


ونحـــــن مَن أنفق الأعمار إنفاقا


تلكَ الأماني التي كانت تُــراودنا


فاســــــتوطنَت مُهَجًا منا وأحداقا


يا لهفَ نفسـيَ كم تاقت إلى حُلُمٍ


وكم تَمَــــــــوِّجَ هذا الصدرُ دَفّاقا


في صَبــــــوةٍ يوم كُنا حالمينَ بآ


مالٍ نميلُ لها هامًا وأعنــــــــــاقا


ومطمحٍ أن نرى للعُربِ وحدتهمْ


وأن نرى علمًا بالعـــــــــزِّ خَفاقا


شِخنا وشاخت أمانٍ خُلّبٌ ومَضَت


في دربها، وطـريحُ الوهمِ قد فاقا


ما نالنا صَــــــــــــيِّبٌ مما نُؤمِلُهُ


والكون يَزخَــــرُ إرعادًا وإبراقا


ضاع الذي كان من حلمٍ ومن أملٍ


وبُدِّلَ الأملُ الموعـــــــودُ إخفاقا


ومُزقت شــــــــرَّ تمزيقٍ مواطننا


كأنما خِـــــــــرَقًا كانت وأوراقا


وأهلها شُـرِدوا، هاموا بِحَيرتِهمْ


باتوا على طُرقاتِ الأرض طُرَّاقا


بكل أرضٍ تــراهم واقفين على


باب اللئامِ فلا يَلقون إشــــــــــفاقا


لهفي على أهل سـوريا وجيرتها


والموت يوســـعهم حرقًا وإغراقا


بالأمس كانوا ملوكا في ديارهمُ


وأكثــــــر الناس إكرامًا وإغداقا


كانوا ملاذًا لمن يهفو لجيرتهم


يَنسى الذي عندهم من قبلُ ما لاقى


سلوا فلسطينَ تُنبي وهي صادقةٌ


بأن صًدر الشآمِ الرحب ما ضاقا


سلوا العراقَ بَنيهِ حين عثرَتِهِمْ


هل كانت الشامُ إلا الحضنَ تواقا


واسأل بلبنانَ عن شامٍ وجيرتها


تجبك فيــــــروزُ إعزازًا وإحقاقا


" شآم أهلوك أحبابي وموعدنا"


في قاسيونَ نُساقي الكأس عشاقا


حتى إذا مازجت أنفاسنا بردى


تقافزَ النهرُ نشـــــــوانًا وصفَّاقا


وازيَّنت مرجةٌ تزهو كعادتها


بالغارِ قد كُللت تاجًا وأطــــــواقا


ومادت الغوطةُ الحسناءُ من وَلَهٍ


ووجهها المُشرِقُ الفَتّانُ قد راقا


يا شامُ ياابنةَ حرمونٍ ومُهجتهُ


بالشهدِ من بردى يسقيكِ رقراقا


كأنما الكوثر الموعودُ طاف بها


والفيجةُ انبجسـت دَفقًا وإهراقا


أرواحنا لو غَلَتْ نفدي الشآمَ بها


وليس نُخلِفُهُ عـهدًا وميثاقا


كانت دمشقُ وتبقى حصنَ أمتنا


تهفو القلوبُ لها وجدًا وأشواقا




11/12/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق