أبحث عن موضوع

الأحد، 31 مايو 2020

الابُّ الفيلسوف ..................... بقلم : إبراهيم أمين مؤمن _ مصر





أبتِ: هلْ رأيتَ آلان كُرْدي على الشاطئ؟

بنى .. رأيتُ آية انصدع لها الحجر ، وأعرضَ عنها قلوب البشر ، وكان معه في إحدى يديه كُرّاسة مبْتلّة والأُخرى ممْحاة وقلم رصاص سنّه مكسور .

**

أبتِ : هل تصدق ما جاء في كتاب ( بروتوكلات حكماء صهيون )؟

بني .. الكتاب يقول إن فلسطين تحتل اليهود ، ولابد من تحرير إسرائيل ، لذلك فالعرب صدّقوه ، ويسعوْن جاهدين لتحرير إسرائيل وطرد الفلسطينيين .

بني ..العرش له صولة تأخذ بلبّ القلوب ، والخوف يذل الأعناق ، والفُرقة تحوّل اشد الاشياء قوة ضعفا ، هذا شأننا يا بُني .

**

أبتِ: لماذا لا يتحد العرب حتى يسْتقْووا ؟

بنى ... يتّحدون يا بني ..يتّحدون ، ثمّ قال ساخرًا..

يتّحدون برسم أياديهم متشابكة على الورق ، ويتّحدون بالدعوة إلى حفلات غنائية تدعو إلى الوحدة ، ومتّحدون على خرْق سُفنهم ، ويظنّ كلٌ منهم أنه معه طوق النّجاة .



**




أبتِ :ما هو الحُبّ ؟

بني ..إذا استشعرتْ روح المُحبِّ بأنه في حاجة إلى الاستئناس بروح أيّ كائن حيّ آخر فذاك هو الحُبّ ، الحبُّ الحقيقي.

لم أعي أبتِ .

بُني ..الحُبّ الصادق موطنه الأرواح ، أما الحُبّ الكاذب فموطنه اللذات.




**




أبتِ : لماذا يقف العاشق بالأطلال ؟ أليستْ الذكرى تؤرقه ؟

بنى ..ليس هناك ألذُ من الحبِّ ، يستحضر الذ كرى آملًا في تجسيدها كي يصيّرالوهم إلى حقيقة ، فتهيمُ روحُه مع الوهم ولا يستفيق من أكذوبته إلا بعد البكاء .. مسكين هو يا بني.




**

ما هى البلاغة يا أبى ؟

البلاغة يا بني ألّا تقول إلا الحق ويفقهه بسطاء الناس ، والتشدق بالبلاغة ألّا يفقه قولك الناسُ ولوْ لمْ تقلْ إلا حقاً .




**

أبتِ: ما الشيء الذي إذا هربنا منه لاقيناه أمامنا ، وإذا أقبلنا عليه زادت المسافة بيننا وبينه ؟ ومن أنْجى الفآرّين ؟

بني .. الشيء الذي إذا هربنا منه لاقيناه هو الموت ، وإذا أقبلنا عليه زادت المسافة بيننا وبينه هو التكليف ، وأنجى الفآرّين هم الذين يفرّو ن إلى الله .

كيف يكون التكليف هو .. ؟

ألا ترى أنك عندما تُكلف مكلفًا بعملٍ ما كأنّك تصرعه ، عندئذٍ يفرّ منكَ.




**

أبي ..لماذا يحبُّ بعض الناس أنْ يروْا وجوههم كثيراً في المرآة ؟

بنى ..لا ينظر إلى المرآة إلا منْ يُعجب بوجهه أو منْ يستقبحه ، همْ جُهلاء ، لأنهم لا ينطرون إلا إلى خيالهم ، ولو أرادوا أنْ يروا حقَّاً ، فليبصروا ضمائرهم.




**

أبتِ ..اذا أردتُ أنْ أملك الدّنيا كلها .. فكيف السبيل ؟

بني ... إذا أردتَ أن تملكها كلها وأكثر فدعها ..

كيف أبتيذلك ؟ أدعها لأملكها !وأكثر!

نعم بني .. دعها لتملكها ..فهي كالأمَة لا تعصي سيّدِها أبداً ، وسيّدها الآخرة ..وسيدها يقول : منْ رَغبَكِ اليوم حرمته منك في الخلْد غداً ، ومنْ زَهدَكِ اليوم ملّكْته أكثر منّك في الخلْد غداً.




**

أبي.. ما الذي يتغير فرعه و لا يتغير أصله ؟

بني .. إنّه المنافق ..يُغيّر كلَّ شئ فيه إلا قلبه، فقلبه ثابتٌ لايتغير أبداً .




**

أبي ..هلْ سمعتَ عنْ فتنة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ؟

بني ...لقد انقسمتْ فيها الرؤوس نصفين وما كان هناك رأس أكبر تجتمع حوله الرؤوس فتُدفن الفتنة في مهدها ، مات رسول الله (ص) وهو رأس العالمين ، ومات أبو بكر كذلك ، ولا أظن غير هذين الاثنين كان يستطيع إطفاء نار تلك الفتنة .



**

أبي ..ما الشيء الذي نكون في أشدِّ الافتقار إليه ؟ وما الذي نكون فيه أشدَّّ غنىً عنه ؟

بني ..ما احتجنا إليه وعزيز وجوده فنحن في أشدِّ الافتقار إليه ولو كانتْ شربة ماء ، وما فُُرض علينا فنحن في أشدِّ الاستغناء عنه ولو كان كنز قارون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق