أبحث عن موضوع

الأحد، 31 مايو 2020

صورةٌ على جِدارِ القصيدةِ .................... بقلم : حيدر الكعبي // العراق





أنا الأنيقُ الّذي

كانَ يرتدي الهواءَ

ويَنتعلُ الأرضَ

في رحلتهِ المارثونيّةِ الباكرة،

مُتعطّرًا بالنّدى

من قنينةِ الصّقيعِ الفاخرِ..

لم تشوّه أناقتي تلكَ الأسمالُ

الّتي كانتْ أمّي تصرُّ

على أنْ أتوشّحَ بها..

ولكي أكرّرَ الرحلةَ،

أروّضُ وحشةَ الطريقِ

بأحاديث رفاقي

سمير، قدّوري، رباب، لُطفي...

أتذكّرهُم بأسمائهم

فمن فرطِ حبّي لهم

نقلتُهم للعيشِ تباعًا،

من كتابِ القراءةِ

إلى دفترِ واجباتي البيتيّة،

ولطالما انتشوا بقُبلاتِ أمّي،

فهم وحدهُم من يجبرون

مُعلّمتي الحادةَ المزاجِ أنْ تمنحَني

علامةَ استحسانٍ وابتسامة..

ذاتَ أملٍ وقفنا جميعًا مُبتسمين

فالتقطتْ لنا الحياةُ

صورةً تذكاريّةً

بكاميرتها العاليةِ الدّقةِ..

وها هيَ معلّقةٌ الآنَ

على جِدارِ القصيدةِ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق