أبحث عن موضوع

الأحد، 31 مايو 2020

قراءة للناقد الأدبي// محمد السيد أبو صالح ( لنص )بوح مجنون فقد لغة العقل للشاعرة سامية خليفة _ لبنان




سأكتب أحبك

بأنفاسي

وأهديها إليك

سأكتب أحبك بلا حبر

وأنقلها

على جناحي طائر

سأكتب أحبك بدمع الشوق

أنثرها

وأنا أدرك بأنك لن تقرأها

لكنك ستشعر بها

وهي تدغدغ فكرك

حروفها لن تكون من هذه الأرض

ستكون من أصداء أنغام

مبعثرة في الكون

نفثتها شفاه ظامئة

لعاشقين أدماهم فراق

ولوعهم حنين

ستأتيك كلمة أحبك

على مركبة تاهت

وعوضا عن التقاط صور الكواكب في الفضاء

ستختارك كوكبي السحري

تلف حول مدارك

تسرق من غفوتك حجارة أحلامك

تصور مستجدات تحركاتك

تسجل ذبذبات الطاقة في روحك

وبعد كل هذا

ستهديك كلمة أحبك

التي لن أكف عن قولها لك

حتى ولو كنت خارج إطار العقل

أو خارج إطار الزمن

أو خارج إطار الحياة

سامية خليفة/لبنان

________________________________

مشاعر صادقة لقلب يكتب ويهدي ويرسل نبضات الحب والعشق على جناحي طائر وبدون حبر بأصداء أنغام مبعثرة تنطقها شفاة ظامئة بلغت من العطش ذروته تأثرت بالفراق والحنين ترسلها على مركب تائه والحب يهدى خارج إطار العقل والحياة والزمن لأنه أغلى ما في الوجود

(( سأكتب أحبك

بأنفاسي

وأهديها إليك

سأكتب أحبك بلا حبر

وأنقلها

على جناحي طائر

سأكتب أحبك بدمع الشوق

أنثرها

وأنا أدرك بأنك لن تقرأها

لكنك ستشعر بها .......)) . مشهد جميل وتصوير فنى رائع لكلمات تغذي القلوب الحزينة المملوءة بلهفة الشوق للقاء يعالج آلام السهر والمناجاة وما لها من شجن وفرح وعذاب الفراق وإرضاء للقلب سترسل وتنقل الوجدان والنبضات الملتهبة على مركبة لاتدرك خط سيرها (( ستأتيك كلمة أحبك

على مركبة تاهت

وعوضا عن التقاط صور الكواكب في الفضاء

ستختارك كوكبي السحري

تلف حول مدارك

تسرق من غفوتك حجارة أحلامك )) ولكن المهم أن تهدى من القلب والعقل معا لا انتظار للرد ولا للتجاوب أو الوصول والإكتفاء بالعطاء بدون مقابل ..إن القلب العاشق لاينتظر المقابل لايفكر إلا في الإهداء والعطاء بلا فكر ولا تعقل المهم أن نرضي القلب الملهوف والعطشان لرؤية الحبيب هنا تكثيف صور ومحسنات بديعية جميلة مابين تشبيه وكنايات تصريحية وإستعارات وطباق وجناس.....((بأنفاسي _ بلا حبر _على جناح طائر _ بدمع الشوق _ شفاه ظامئة _ولوعهم حنين مركبة تاهت _تسرق من غفوتك خارج إطار العقل والحياة .........)) وتجربة شعرية متعمقة تجبر المتلقي على أن يقف ويتأمل المشاعر المخلصة ودرجة الهيام ومستوى الوفاء في الحب العذري النقي والعطاء بلا حدود لقلب امتلك كل مقومات العشق والشفافية وأخذ الغرام هدفه للوصول للروح والقلب ومنع ظمأ الشفاه وتحميل الأمانة للطير والمركبة خارج إطار العقل والزمن والحياة لأحلام تنسجها الشاعرة والكاتبة سامية خليفة الموقرة في كلماتها الجياشة وتدرك تماما قيمة العطاء والإهداء ببوح ليس مجنونا ولم يفقد لغة العقل بل هو العقل كله المنقاد وراء عاطفة خلابة لقلب يملك أصول الحب فالحب مثل الشمعة المضيئة في الحياة لأن فيها تعانق الأرواح مع الأحلام وترابط الأجساد مع أجمل المشاعر الجياشة والثقة المتبادلة مع المحبين والعاشقين

تواجد بيولوجي للعقل والقلب

يقوم العقل بعملية صناعة حالة الحب ليسعد بها القلب مع الحواس وكل المشاعر الراقية وبقية الجسد-تمشى الأقدام بحب وتهضم المعدة بحب ويدق القلب بحب .......وتوجد

الرغبة اللاإرادية

يرتبط المخ بالقلب والعقل فقط هما القائدان للعملية العاطفية غير الحواس الأخرى وبقية الأعضاء ليس لها دور ورغم انشغال عضلة القلب بالنبض المستمر إلا أنه يقوم بدور الحب

هرمون الحب

اللاوكدد نيتوسين هو أحد الهرمونات الرئيسية التى يفرزها المخ من منطقة الهيبوثيلاموس ليحل على الروح الأمن والطمأنينة ويجعل الحب السعيد هو المسؤل الأول عن المحبة والفرحة والأمومة وهرمون الأوكسيتوسين ينمو ويكون الحب الأعمى ويجعل الإنسان يثق فى الأخرين دون تميز أو دون وعى أو تفكير ويعطي الثقة المتبادلة ويساعد على تجنب الحزن والكآبة والمخ يفرز أيضا الأورينالين والنوارادرينالين عند رؤية الحبيب فتتسارع ضربات القلب ويحمر الوجة وتحدث عملية الخجل من الفرد وهنا هرمون :الفاسويريسين يعزز الإخلاص بين الحبيبين والعجيب ان المخ يمتلك كل الهرمونات ومراكز الإحساس ويمتلك غرفة العمليات بتشغيل أجزاء الجسم وهو الذى يصنع الحركات والنظرات ويجعل الصور والتخيلات والتأملات ولكن فى النهاية مصدر الحب هو القلب والمدهش يقولون قلبك أبيض رغم انه مملوء بالدم الأحمر وسبحان الله فى خلقه المتقن المملوء بالأسرار العجيبة وما قيس بن الملوح الشاعر كان مجنونا حينما عشق ليلى العامرية فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وكانت تصرفاته حسب مايريده قلبه لأن القلب مسيطر على العقل فى العملية العاطفية ويخضع العقل للقلب لذلك قال كثير من الفلاسفة (( إن الحب أعمى )) بدون تفكير ولا إدراك ولا تعقل ويأتى من النظرات الأولى ومفروض على الروح والقلب فى معظم حالاته والعقل يرجع الى الوراء ليقدم القلب صاحب الكلمة الأولى فى الوجدان والشوق والغرام ..مماجعل قيس بن الملوح يدعو لحبيبته ليلى العامرية وهو في رحلة العمرة مع والده حينما قال له والده أدعو الله أن يشفيك من حب ليلى قال ((اللهم زد ليلى عشقا وحبا لي .......)) ونسى أن يدعو لنفسه ..؟ وكان يستدل على مكان ليلى ليراها عن طريق كلبها وكثيرا ما كان يذهب الى زوج ليلى( ورد) يسأله عنها ............إنه الحب وعجائبه وغرائبه ...................والعنوان متوافق مع النص فى مضمونه وعناصره ((بوح مجنون فقد لغة العقل)) والقصيدة وحدة متكاملة ولها ثلاث محاور الاول _كتابة الحب بالأنفاس وبلا حبر ....

2- إرسال رسائل الحب مع الطير وعلى مركبة تائهة

3- الإستمرار فى إهداء الحب بلا إنتظار مقابل

النص من الشعر الحديث شعر التفعيلة غير المقيد بالقافية ووحدتها وليس العمودى المقفى كما نجد الايقاع الموسيقى الداخلى والخارجى الواضح (( بأنفاسي

وأهديها إليك

سأكتب أحبك بلا حبر

وأنقلها

على جناحي طائر

سأكتب أحبك بدمع الشوق

أنثرها

وأنا أدرك بأنك لن تقرأها

لكنك ستشعر بها .......)) إنها كلمات ذهبية ماسية تعلم العاشقين فى وادي العشق فياخذون منها تجارب إيجابية في حياتهم العاطفية بروح الإخلاص والإهتمام للمحبوب إنه قلب يعبر عما بداخله والروح شفافة ولا يهمه التصرفات أكانت عقلانية أو غير ذلك تحياتي وإحترامي للشاعرة سامية خليفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق