أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 26 مارس 2019

أسرار النوافذ................................. بقلم : ناهد الغزالي _ تونس



أمطار هادئة تغسل بصماتها من شجرة صنوبر مجهولة النسب!

لا تدري أي قوة دفعتها حينها أن تمزق دستور التزمت وتكتب اسمه بجرأة،

لا شيء يكسر حزنها الآن، حتى الأوركيدا أحنتها الرياح،

وأصبحت قطرات الندى ثقيلة لا طعم ولا نبض لها!

انطوت قصة العشق تلك، واختبأت في تلافيف الذاكرة كناقوس يهتز كلما ازداد صفير الشوق،

لم يعد وجه جدتها صفحات تستمتع بحلّ ألغازها، بل بات وجها رتيبا

تطبع عليه قبلة باردة وتمضي في طريق الصمت مدججة بالأسئلة،

سلبوا أحلامها حين أحكموا غلق الباب عليها وأجبروها قانونيا أن تصبح شريكة حياة ذلك الغريب!

بأنامل أنهكتها رسائل الحب المبتورة، تلمع حذاءه،

تطوع شفاهها للابتسامات...وفي داخلها نبض يحترق...!

يتكسر الدمع من عينيها، وهي تتأبط القدر، و أقدامه تدوس صفحات الحب مرغمة،

أهكذا تُوأد الزهور! ليصنع من سيرتها عطر ممنوع...

لا شيء يربط " منى" بذلك العام سوى نافذة هرمة عاقّة للجدار،

تأخذها بعيدا حيث وُلدا، نشآ واحتضرا...

تقلب دفاترها، تعبق ضحاته، تزهر وعوده...فتمسح أحمر الشفاه الذي وضعته مرغمة..

تمسح دموعها، تعلق جسد ذلك المترنح بالرتابة على جدار الصدّ،

تركض سريعا في سكك التفاؤل، للقاء ممنوع لكن المسافة تتآمر عليهما...

تطول وتطوووول أكثر،

تلوح للفراغ، وتعود لقبضة الملل، ترتب قمصان الحزن...

تزين ربط عنقه...

أمامها كمّ هائل من الذكريات، لا تدري أتلتهمها أم تحتفظ بها...وفي كلتا الحالتين، ستعود مرهقة، بقلب خاوٍ...

أتقن الليل ارتشاف دمعها خلسة، وهاهي قريبا تحتضن نسخة مصغرة منها،

تلك الصورة تجعلها تبتسم، لتعود أوركيدتها المفضلة لضخ العطر في جعبة أيامها...
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق