أبحث عن موضوع

الخميس، 4 مايو 2017

بيني و السماء ............... بقلم : رضا الموسوي / المغرب

يوم لوجع الارض و العمال ..
يوم آخر من اضراب الجوع و الكرامة للاسرى الفلسطينيين في معتقلات العدو الصهيوني ..
يوم آخر مع المقهورين .. في وطن بلا سماء ..
تحية لرفيقاتي و رفاقي و كل الصديقات و الاصدقاء ممن لازالوا يجرؤون على الحلم و الانتظار ..
**********************************

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، و‏كاميرا‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

--1--
بيني و السماء
لا شيء
سوى تاريخ مبعثر
في ذاكرة
الجبال الخرساء
بعض غلمان
من زمن الجواري
لازالو هنا
يستحمون في قدور
ما وراء النهر
و كل الجيوش
ضيعت خرائطها
الخيل فقدت الحوافر
وحده صهيل الماء
يملأ كراريس طفل
لم يسمع بعد
عن حكاية امير
غادر ليل المعركة
وعانق اربع عشيقات
احلهن له
همس السيف
قايض خصر المآذن
بحجة
و طواف
في سرير بيت الامنيات
المعمور ..
و عاد يحمل
شهادة حسن السلوك
هناك
صرير احلام
تقتلع أضراس الزمن القادم
لا اسرار
تحملها فناجين المنجمين
الا قليلا
زد او انقص
في حجم
كوابيس الفجر
حول
حول وجهتك تحويلا
اضبط عقارب الساعة
على يسار البراكين الباردة
و الموعد
بيني و السماء
-- 2 --
بيني و السماء
لا شيء
سوى وطن
نام
الا قليلا
قلبي
لازال فيه
بعض نبض
يسكنه
الا قليلا
خبئي ليومنا الموالي
حفنة اقمار
فلا شمس غدا
ستطلع
من شرق البحر
اشعليها
في عيون المدينة
حكايا
ووصايا
اشعليها قنديلا
خذي من انفاسي
ثلاث جرعات
متبقيات
من عمر الحزن
و بضع قماش
لا يكفي كفنا
لوطن
يذبحه الحاكم
كل صباح
و نظل
نطارد الاشباح
على حافة النهار
لعلنا
نسترجع عزرائيل
يسلمنا
ما تبقى
من اشلاء الوطن
لا شيء هنا
بيني و السماء
-- 3 --
بيْني والسماء
لاشيء
سِوى حقول أحلام
مغدورة
لازالت تُكابد
ارتجافَ زياراتِ الفجر
في عيون الأطفال ،
سمّاها الله
سنواتٍ عجاف
وسمّاها سَدَنة المعابدِ
سنوات الرصاص ،
وسمّاها الموتى
فاتورةَ الوطن
أيام بائرات
على حافة الصباحات
المترددةِ
لا الليل ولّى
وأطلق عنان الصباح
و لا الشمس
تجرأت على غيمات السنين
تزيح من قلب النهارات
أهازيج الحزن القديمة
تُعيد الدفءَ
لشوارع المدينة المَنسية
يا للؤم هذا القدر البليد
كل الزهرات التي تفتحت
ذات صباح
أينعت شوكا
وفقط شوكا
وشوكا
وأنا
كلما رفعتُ روحي
إلى السماء
وجدتُ الربَّ يضحك
يحتسي خمرةً
من دم الاطفال
كمَا جلاد
يحتسي من ريق زُبَيدتِهِ
ما تبقّى من آيات الصبر
يعلنُ
مسيرةَ ألمنا الأبدي
يرهقنا صليب الإنتظار
ولا نور
يبدو
في نهاية النفق
بيْني والسماء
-- 4 --
بيْني والسماء
لاشيءَ
سِوى الحزن
وبقايا أمل
-- 5 --
بيْني والسماء
لاشيء
سوى سلسلة أرقام
مُدَلاةٍ
على رقاب أشباح
كما طابور أصفارٍ
يغني معزوفةَ الريح
بين الزنازين الإنفرادية ..
لا ربّ هنا
يحمي كلمته المقدسة ،
ولا من يتلو التشهد الأخير
قبلَ آذان المقصلة ..
وحده صوت الأخبار
يحصي
عدد الشعراء التوابين ،
يعلن
حذف حروف المقاومة
من حدائق القصائد
المشنوقة ..
بيني والسماء
-- 6 --
بيني و السماء
لا شيء
سوى
رأس محشوة بالبارود
وأربعين سيفا مسومة ،
تشتهي عصافير الوطن
كلّما أنذر الربيع
بالإزهار
أعلنت مواسمَ الحصاد ..
كان هُنا
مائة ألف نبي
كلهم ماتوا
مِنْ خذلان الآلهة ،
كان هنا أصحاب اليمين
وما أدراك
ما أصحاب اليمين
وكان أصحاب الشمال
وما أدراك
ما أصحاب الشمال
أصحاب الوسط
هم الفائزون
ذرْهم في جنات الملوك
ينعمون
وللشعب فتات الدعاء
ومائدة
قد تجودُ بها السماء
تحوي ما لذ و طاب
من أضغاث وحيِ
الأمراء
لاشيء هنا
سوى الإنتظار
وأرض حبلى
من ألف عام
قد تضع حملها
في أي حين
ولا شيء آخر
هنا
غير الإنتظار
لاشيء هنا
بيني والسماء



من ديوان أفق آخر للدهشة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق