أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 9 مايو 2017

الهروب من الذات................... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق



تسلل خوف إلى روتين حياتي، وبدافع من حب مكتوم وماضٍ في حياتي، أوهمت نفسي إني موجود، سيما تأكدت أن أوهامي سرعان ما تتبدد من رأسي. كنت أقول: إني ضحية لكل أتعاب حضارة هذا العالم. آليّة على نفسي أن لا أعكس أفعال الآخرين ولن أهزأ من أي فعل شائن. حتى أتمكن من رؤية أفعالي.
هذا عليّ هيّن من فرض صداقة ما أو أني أراقب أفعاله وحتى هواجسهُ. وكان عليّ ما كان. عرضت نفسي على الناس وكانت حالة يرثى لها، شعر أشعث على غير العادة وهذا مجرد إحساسي سببه الذي هاجسته. الخوف قد تعمق في داخلي وأصبح الانكسار مرئياً واضحاً في عينيَّ وانكمشت على نفسي متأبطاً الخنوع والتمرد وتلمست بداية انحساري لرغبات تموت إن لم تجد مطامعها، لأني وحيد دون صديق؟ فتشت في داخل ذكرياتي عن الفطنة والحيلة اللتين تمتعت بهما في أغلب أيامي. وعدت ثانية للتفتيش داخل أعماقي عن الوجه المعقول الذي تعاملت به مع الناس المألوفين، عليّ أن أخفي عيوب ذاتي داخل نفسي حتى ألبس ثوب قناعاتي وأهرب من دواخلي إلى عالم آخر خارج معقوليتي كإنسان كامل خالٍ من الرذائل والهواجس المظلمة. وانحدرت من مسامات جلدي تخمينات حيث انسلَّت نسمة من الهواء أيقظت فيَّ حبي المخنوق لهذا الكون الذي أغفلته خلف ترهات من الهواجس والعيوب التي تتحرك في حدود هيكلي في الجانب المنسيّ من جسدي، تكالبت الجروح المبطنة بالذعر، عادت بي إلى دنيا قديمة تعمق فيها الخوف وهاجرت من تفاقمها وجوه أحبائي التي غادرت إلى بحر أعمق من طيبتي وبقيت وحدي في الموجة التي جرتني إلى ساحل متفاقم بالوحدة. إنني خائف، عليَّ أن أعي خوفي، ربما كان خوفي متجذراً وربما كنت أحس نفسي قوياً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق