أبحث عن موضوع

السبت، 12 مارس 2016

السدرة والعصفور...................... بقلم : ميمون صالح // العراق





تحت ظلال السدرة في بيت أبي
والسدرة كانت من صغري جزءاً مني
أخذتني الذكرى سرقتني لحنينِ الماضي
والدمعة فاضت من عيني وحوارٌ ما بيني وبيني
في تلك اللحظة .. زقزقة بين الأوراق المكتظة
عصفور ينشد ويغني
لفاتنة في الطرف الآخر للغصنِ
غازلها - وانا استرق السمع – واخبرها
سأتبعك دوماً .. من اول خيط الفجر الى المغرب
ولقلبي أجنحةٌ لا تتعب .. ولساني حرٌ لا يكذب
كل عصافير الدنيا لن تسبقني .. لن تغلبني
لن تغلب شوقي أو تبرع مثلي بالحنِ
فأنا مختلف ولأني .....
أعشقك مذ ذاك العهد الحجريِ
مذ كانت عصافير الأغصانِ
تحت لواءِ العصفور المأسورِ بلا قضبان
المتمسك بالريشِ وبالعرشِ
الدائب بالطيران حول الكرة المنفية
بلا بذرة قلبٍ وطنية
أو ذرة ما يدعى ايمان
فسلطتهُ لا تتعدى شأني !!
وأنا مختلفٌ ولأني ...
أفني فيك شمعة عمري
أفنيها وبكل تأني
وأكون لك دفء وأمان
أدهشني العصفور بما قال وأخبر
أدهشني أكثر
ان العصفورة لم تهتم
وطارت من ذاك الغصنِ لفضاءٍ أكبر
تألمت كثيراً للمنظر
وكأن القصة تشبهني
تكشف ما أُخفي تفضح ما أستر
فالعصفورة من بعد هجرتها الأولى لم تسأل عني
المتمسك بالريش تعرى
الدستور تغير
السدرة هرِمت
البيت تأجر
تحت ظلال الذكرى يسكن ظني
والسدرة كانت ..
ما زالت..
جزءاً مني .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق