أبحث عن موضوع

السبت، 10 يناير 2015

قراءات في دفتر الجنون ....16 ( التأشيرة الأخيرة )........... بقلم الناقد : عباس باني المالكي /// العراق



لا يدرك الندى إلا إذا كانت روحة زهرة الحدائق في فراديس النور...
أتدثر بأسرار المطر وقت عطش الأشجار ... أحمل حقائب البحر في الطرق المؤدية إلى غابات الروح...
السماء أغنية العصافير حينما تتغرب أجنحتها في وهج القنص عند بوابات الرحيل في شيخوخة الفصول ...
يتوقف الزمن كعلو السحاب للقادمين بسحر النوارس عند مرافئ الحنين...
أرمي حجارة بوحي الأخير على السنونو التي عششت فوق نافذة ذاكرتي المعطلة عن التفكير باحتراق أجنحة العصافير التي أوهمتني بالطيران ....
عند مجيء ألحان وقت صلاة القمر على غنج الماء المتسربل من أكف المطر في سر الريح..
يغادر رذاذ عربات العطش إلى الحفلة التنكرية للأشجار التي سدت فجوة الفصول القادمة من عينيك ..
أغادر إلى صمتي فللصمت طقوس الحزن عند ذبول الروح في تاريخ النوارس القادمة من شواطئك ..
أرمي نعش الأرض إلى المحيطات وأتلو طقوسي مع النوارس عند قبلتها في عطش الماء في البحار ..
أنتظر دوران الأرض ...
أدخل زمن الفراشات إلى حدائق دمي أعلمها رحيق الحنين بين أضلاعي قبل أن يغادر جسدي إلى غابات الوجع في أقاليم الأنين والنار ...
أكتب تعاويذ المجهول في دفتر الماء ...
أرمي أحلامي بالنار لتذوق ذاكرتي طعم الجمر في الغياب ...
يحرقني جمر المسافات بأصابع الحدود والتأشيرة الأخيرة لمسافر الذي حرق جوازه البحر الرابض بين كفيك الممدودة إلى الريح .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق