أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

ذاكرةٌ وضوء .......... بقلم الشاعرة : خديجة السعدي /// العراق


قديماً، كان لساحةِ ميدان كربلاء،
و الأمكنة المجاورة،
من بيوتٍ وشوارع وأسواق
قدرةُ انصاتٍ وتفكير،
وتعيش المدينة حالةُ انتعاش كبير.
الصور القديمة ما تزال حيّة
تُنعشُ الذاكرة والأحلام.
اليوم، ما نفعُ الصورِ
إذا منع الوالي الفن، والرسم،
والتلوين!
لا شيء سوى ظلِ أجنحةٍ
حتى الظلال أمستْ ناقصة
من يعيد مجدَ الفكرِ،
والفرح المغمور في الأشياءِ؟
الأزهار تنحني بحب
تميّز بين الظلِ وقرص الشمسِ
هل الزهرة تدرك ما تريد؟
وهل العقول أزلية،
ولها فجر طويل؟
مازالتْ الظلمةُ في مدينتي
تمرُّ بمخاضٍ عسير
متى ينبلجُ الصبح
وتتنفسُ العقول، والقلوب،
وميادين الربيع؟
كان ضوء المدينة
يضيءُ من يملك سرّ التناغمِ
ولا يهتزُ صوت المنشدين.
من يرسم موجَ الفرحِ
ويزيل الظلامَ من الشوارع والبيوت؟
سحائبُ الرغباتِ
تشبه هلوسات ليلية
أيامُنا لها طعم السوطِ ،
والدروبُ عارية
إلا من لافتاتِ حزنٍ، وموتٍ بطيء
الروحُ الطليقة لا تتجسد في صورٍ داكنة
وعاشق الماء لا يسبحُ في مستنقع ضحلٍ
حين تغطس الشمس،
نظل نعزفُ في رحمِ ليلنا الطويل
من بعيد نسمعُ صوت بوقٍ كبير
وجموعٍ تائهة تصيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق