أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 28 يناير 2014

الذئاب ................ بقلم القاص عبد الغني عريف




** اكتظ دوار العمدة بهؤلاء الذين دعاهم ليحضروا على وجه السرعة لمناقشة مشكلة ( بهية ) ، تلك المشكلة التى انحاز فيها سكان القرية الى جانب بهية ضد العمدة ورجاله الذين أيدوه دون تفكير حفاظا على مصالحهم !! .
كانت ( بهية ) - التى تقطن مسكنا منفردا عن بقية مساكن القرية – قد اشتكت للعمدة عدة مرات من الذئاب التى تحوم ليلا حول منزلها ، فى البداية لم يصدقها احد لكن مع تكرار الشكوى وشهادة البعض صدقها الأهالي عدا العمدة ورجاله ، وان كان بعض الخبثاء بدأوا يتهامسون بان شكوى بهية تعكس رغبة كامنة لديها فى الزواج من احد أعيان القرية الأثرياء بغرض حمايتها ، وعندما أشار البعض على العمدة وشيخ الخفراء بان يقضى بعض الخفراء ليلهم حول منزل بهية لحراسته ثار العمدة وشيخ خفرائه حيث أنهما ورجالهما استمرءا السكون والراحة .
لكن الأمور تطورت مع ظهور الذئاب نهارا على الطريق بين القرية ومسكن بهية فثار الأهالي على تقاعس العمدة خاصة إن بهية وأبنائها أصبحوا شبه سجناء فى مسكنهم وأصبح ذهاب أي منهم للسوق لشراء ما يحتاجونه ضربا من المستحيل ، ولم يجد العمدة شيئا يفعله أمام ثورة الأهالي سوى اللجوء الى إمام المسجد الذي اعتلى منبره يوم جمعة ودعا الناس بألا يلقوا بأنفسهم الى التهلكة !! وعليهم أن يزنوا الأمور بالعقل !! موضحا لهم إن العمدة ورجاله هم وحدهم الأقدر على معالجة المشكلة !! لكن تذمر الأهالي الذي بات واضحا على وجوههم دعاه لإنهاء خطبته وان كان لم يفته الدعاء والتضرع لله تعالى أن يحفظ القرية وأهلها من كل شر .
مع مرور الوقت ازدادت الأمور سوء خاصة مع ظهور ( المجذوب ) الذي اصح يدور فى شوارع القرية الضيقة وهو يصيح :

إصحى يابلد إصحى ... عوت الديابة على بابك
يا بهية جه عليكى الدور ... وبكره على مين في غيابك ؟؟

مما أثار الغضب الكامن فى الصدور وأجج المشاعر فخرج الأهالي الى حيث منزل بهية لإنقاذها ومطاردة الذئاب ، وعند وصولهم للمكان لم يجدوا سوى أشلاء بهية وأشلاء أبنائها متناثرة حول البيت والذئاب فى الداخل تلعق – فى اطمئنان – الأواني الفارغة .

تمت ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق