أبحث عن موضوع

الأحد، 26 يناير 2014

خدمة عابرة.................... بقلم عادل سعيد



خِدمَةً عابِرةً .. أيُّها البَحر !!

هو عدوانيٌّ و غَضوبٌ و مُغفّل
لحظةَ تقنعُهُ الريحُ بفضائل الهيجان
و توغرُ صدرَهُ بصواعقِها
يجمَحُ مثلَ كتيبةِ خيولٍ بريّة
يتطايرُ زبدُها
و هو يشهقُ عالياً بأمواجِهِ
ثُمّ ينقضُّ بها كثيران لَهَب مُجنّحة
فتلتهمُ السفُنَ
و فرسانَ البحرِ
الأميراتِ
و القراصنة
كنوزَ الملوكِ
و أصفادَ العبيد ...
غيرَ أن الريحَ الماكِرةَ
تُطفئُ صواعقَها
ثمّ تطوفُ الشواطئَ و المُدن
حاسرةَ الرأس نائحةً
ــ ويلَهُ .. مالذي فعلَ البحرُ ؟!
لكنّ البحرَ الأخرقَ
بلا ذاكرة
يحيلُ ما ابتلعَهُ
الى إرشيفهِ السّحيق
يسرّحُ أمواجَهُ قبلَ أن تُنهي خِدمتَها الإلزامية
و برتقُ ما تمزّقَ مِن زُرقتِهِ المُستعارة
و في مُحتَرَفِهِ الأبديِّ
يعاودُ سيرتَهُ العابِثَة
بشغَف صبيانيّ مُزمِن
فيُزنّرُ غيماتِهِ
قبلَ أن تبلغَ سِنّ الرضاعة
و يَعدو بها، بين شواطئهِ، قبلَ أن يُطلقَها
كطائرات ورقية
علّها تنغرزُ في السّماء
ثم ترمي إليهِ بحبال من مطَرٍ مجدول
يتسلّقُها نحو السماء
كي يتسوّرَ ، بشقاوةِ طفل، بُستانَها الأزرَق
و يقتطفَ ثمارَها قبلَ أن تبلغَ سِنّ الزُرقة
أيها البحرُ الجليل
النزقُ الساحِر
هل لكَ و أنتَ تطلقُ سربَ غيومِكَ الجَذلان
أن ( تدسّ ) معها غيمَتَنا المذعورةَ
بعدَ أنْ هرِمَتْ فِراراً من ( رصاصِ ) آلهةِ الأرض
و يطاردُها، كلّما ارتفَعَتْ، ( إنتربولُ ) السماء
علّها تخترقُ الزُرقةَ
و السماءَ الأولى
و الثانية
و الثالثة
و الـ ..
و الـ ..
و ..
و هناك، في بلاطِ المُرسَلِ إليهِ
ترسو على قدمَيهِ كغَيْمَة قتيلة
ثمّ تنفجرُ..
….. كدمعةٍ قاتِلة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق