أبحث عن موضوع

السبت، 16 يوليو 2022

هَمْسُ الشَّجَن............... بقلم : نجيب محبوب - المغرب




عَمِيق حَدَّ الْوَجَعِ،
هَذَا اُلسُّكُون.
غَائِرٌ حَدَّ الْألَمِ،
هَذَا اُلْوُجُوم.
هَاذِي دُموعِي فِي مَآقِي
تَكَلَّسَتْ.
تِلْكَ عَبَرَاتِي فِي مَجْرَى لَحْظِي
اِنْحَبَسَتْ.
وَ كَأَنَّ حَنَايَا عُيُونِي، بِكُحْلٍ
غَيْرَ كُحْلِ اُلْأِثْمِدِ، تَكَحَّلَتْ...
لَا الشِّرَاعُ اُلْمَسْدُولَةُ عَلَى اُلصَّاري
أَسِرَتِ الرّيح.
وَ لَا الْقِلْعُ اُلْمَضْفُورُ عَلَى مُؤَخِّرَةِ السَّفِين
قَاوَمَ الْحَيِّدَانَ فِي وَجْهِ التِّيه.
لَيْسَ يَحْتَاجُ النَّهَارُ لِلْغَسَقِ بَعْدَ الْيَوْم،
لِيَجْهَرَ
هَجْرَهُ
اِنْصِرَافَهُ
لَيْسَ يَحْتَاجُ اللَّيْلُ لِلْغَبَشِ،
لِيُعْلِنَ
مَوْتَهُ
اِنْدِحَارَهُ.
فَهُمَا سَيَّان
فَهُمَا وَاحِدٌ وَ لَيْسَ اثْنَيْنِ...
يَا أَنَا قُلْ وَ لَا تَتَرَدَّد:
أَلَمْ يُحَدِّثْكَ الْبَرْزَخُ؟
بِأَنَّ الْحَائِطَ اِنْكَسَر...
وَ الْحَاجِزَ اِنْدَثَر،
وَلَمْ تَعُدْ هُنَاكَ مَسَافَات.
أَلَمْ تُجْهِشْ بِالدَّمْعِ
مِنْ جُرْحِ الْبَوْحِ، وَاِغْتِرَابِ الشَّهَادَةِ.
أَلَمْ تَحْزَنْ
أَلَمْ تَشْجَنْ
وَ أَنْتَ تَعْرِفُ تَفَاصِيلَ الْحِكَايَةِ...
أَلَمْ يَقُولُوا إنَّ الطُّيُورَ هِي أَوَّلُ
مَنْ يَشْهَد بَيَاضَ الْفَجْرِ
وَ هُوَ يَتَخَلَّصُ مِنْ بَقِيَّةِ سَوَادِ ظُلْمَتِهِ!
كَاُلْحَيَّةِ وَهِي تَطْرَحُ جِلْدَهَا الْقَدِيمَ.
سَلِ الطُّيُورَ عَنْ خُيُوطِ التَّمَاسِ.
وَ خُطُوطِ التَّلاقي...
أَلَمْ تُلَاحِظْ أَنَّهَا
لَمْ تَبْرَحْ وُكُنَاتِهَا.
وَ لَمْ تُغَادِرْ فَنَانَهَا.
لَا لِأَنَّهَا تَحْضُنُ بَيْضَهَا.
أَوْ تَشْدُو حُبَّهَا.
وَ لَكِنْ، لِاِمْتِزَاجِ الشُّرُوقِ وَ الْغُرُوب بِعَيْنِهَا.
الصُّبْحُ حَزِينٌ يَا جِلْجَامِش وَ الْمَسَاءُ حَزِينٌ.
وَ اللَّيْلُ لَمْ يَعُدْ سُكُونًا...
فَلِمَ قُدِّرَ عَلَيْنَا أَنْ نُرَدِّدَ مَعَكَ:
إِلَى أَيْنَ تَسْعَى يَا جِلْجَامِش.
إِنَّ الْحَيَاةَ الَّتِي تَبْغِي لَنْ تَجِد.
وَ أَنَّ اُلْآلِهَةَ حِينَ خَلَقَتِ اُلْعِظَامَ ...
قَدَّرَتِ اُلموْتَ عَلَى اُلْبَشَرِيَّةِ.
وَ اسْتَأْثَرَتْ هِيَ بِاُلْحَيَاة.


 القنيطرة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق