أبحث عن موضوع

السبت، 12 نوفمبر 2022

من هو رجل الخصائص المتفرد الغائب / مقالة............. بقلم : عبد الستار جابر هاشم الكعبي // العراق






حين نذكر الدنيا ونفكر في الآخرة ونتحدث عن التاريخ وعن الحضارة الإنسانية وبداية تكوينها قروناً وعصوراً نجد سجلاً خالداً في عطاء كبير للإنسانية في كل نهوض يتحقق فيه خير ونماء ، وكيف واصلت الحياة مسيرتها عبر رحلة التاريخ الطويلة ،ثم أين كان موقع القادة الذين احتفظ لهم التاريخ بمكانة الخلود ،وكيف إن الحياة لها حالتان مشرقة مقابل حالة مظلمة في الأولى يكون خلالها في قمة المجد والذرىٰ ، والثانية في هوة يستقر عند منحدراتها السحيقة ، وكيف ذلك ومتى يكون..؟ فالنهوض لا يبدأ من فراغ وليس هو حالة مقطوعة الجذور عن أسباب للحركة والصمود ، والانحدار هو ليس وضعاً ينتهي إلى الهاوية ، ومن هذا نفهم إن صانعي حضارة الإنسان الاولىٰ ورائديها ميزة ومعنى ..هم الإنبياء والمرسلين والأئمة والاصحاب .صلى الله عليهم ورضى الله عنهم. ومن سار على نهجهم ، لأنهم لا يعنون أسبقية زمن مجرد ، ولاهم أولوية صدفة عابرة بل إنها أعمق وأخزر ، هم دليل على فهم الإنسان من خلالهم لدوره ورسالته وبرهان خصوبة أفكاره وتصوراته وقوة مقدرته وإبداعه وهي لا تأتي إلا من خلال الريادة الفاعلة والنظرية الحية المتفتحة المدركة للذات والمحيط وهي لا تكون مثمرة إلا إذا جاءت معبرة من نهج شخصيه نبي معصوم لأن هذه الشخصية جاءت لتعبر عن مفهوم واحد وهو رفض الإنسان السكون السلبي وتعبير عن حركة ايجابية وفاعلية في البناء الحضاري،ولكون المعصوم رجل الخصائص المتفرد في التاريخ ورجل الأفكار والقوة ومواطن النهضة التي تستند على الخير والعدل ، لهذا ترى أن الكثير لا يريد هكذا اتجاه صحيح في إحلال الحق والبناء القويم بل العكس من ذلك يتمسك بالظلمة الطواغيت وذلك لأسباب تثير الأطماع والنوازع وتحرك النفوس في صراع مع الحق، وهذا بحد ذاته هو الانتحار الذي يصطدم أفكاره بالمعصوم وخاصة عندما نذكره ونؤمن بوجود قائد رمز يجعلنا غير مسلوبي الإرادة أو ينقصنا العزم والتفكير لأن قوتنا لم تكن ظالمة مستبدة أبداً حيث إن العدل هو السر السائد فيها قائمة للتصدي تحمل التحديات وعدم الخوف وتقديم القرابين والتضحيات ،وتاريخنا المعاصر هو أمتداد لإدارة الخيرين الذين صنعوا تاريخنا الماضي المشرف، ومن أراد أن يترصد مكامن النهضة والتقدم من وراء شخص غائب يأتي بالقوة والعدل ،واين هي مركز قوته وكيف يتصرف بالقوة والحكمة في بيانه ووصفه بالقائد المغيب ، وهذا يتطابق مع الحقائق عقليا ونقليا من التاريخ ،وبموجب ذلك وبمقتضاه يعتبر واقع اليوم وشاهده عن تواصل التاريخ الصحيح مع المراحل المشرفة هناك يأتي قائد لرفع الظلم عن الناس في هذه الأرض وهذا ما يعتقدون به كل من في الأرض ومن كل الأديان والملل والطوائف والمذاهب.أنه هناك رجل ما يظهر ليملأ الدنيا عدلا وقسطا بعد أن ملئت ظلما وجوراً
......


العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق