أبحث عن موضوع

السبت، 28 أغسطس 2021

تحليل الصديق الأيسري: لقصيدة "موجُ البحر" للشاعر السوري الدكتور جهاد صباهي.


سنبحر معكم عبر كلمات قصيدة الشاعر السوري جهاد صباهي ونركب حروف إبداعه المتدفق وسيولة جمله الشعرية عبر تموجات المعاني والألفاظ متجهين نحو مرفأ سبر أغوار التحليل والبحث عن االَّلآلِئ والجواهر في عمق القصيدة.
لقد اختار الشاعر لقصيدته عنوانا متكونا من كلمتين ينتميان إلى نفس المكان الطبيعي ألا وهو الماء الذي تتمحور فيه الموج في حركاته وذبذباته والبحر بين عمقه وتقلباته وكلاهما في تواصل متجدد بين حركات ومنسجمان بين حالتي الهدوء والتقلبات.
يقول شاعر المرأة نزار قباني: لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِدا...ما أبحرت..
هنا شاعرنا جهاد صباهي أبى أن يبحر رغم معرفته الشديدة بعدم هدوءه وشدة تقلباته ربما الشاعر يقصد بالبحر الحياة وما يسودها من تغيرات وتقلبات أو ربما إلى حكاية حب عميقة المعاني. ومركبته تاهت عن المرفأ أي أن كل أفكاره وأساليبه للغوص في معاني الحياة بما فيها الحب لم تجد مكانا آمنا وركنا هنيئا يتقبل كل أفكاره ويجد حلولا لكل الألغاز والتساؤلات التي تواجهه.
وعند ابحاره في يم الحياة رأى مركب الحبيب في حالة من الذهول والشرود وسط أمواج الأفكار المتقلبة لم ينعم بالهناء فأحس حينها بهيستريا من المشاعر تجتاح كيانه فارتعد القلب لمشاهدة ذاك المنظر الذي تلفه العواصف الهوجاء من كل الجوانب إعصار شديد هنا يلمح الشاعر إلى التهديد الذي يشهده عالم حب تطوف به الشوائب من كل الجهات وقلبه يرتعد من أجل الحبيب الذي يعيش حالة من الغموض يبحث عن زورق ينقذه من تلك الحياة المتقلبة المليئة بالتناقضات
كلاهما يبحثان عن مرفأ الأمان وعن طوق النجاة من تلك الحياة البئيسة بعيدا عن الحب الذي سيقيهم من الغرق والموت البطيء وعذاب القلب المتذبذب المعالم بين مرفأ النجاة وعمق اليم.
(أبحرتُ ببحرٍ لم يهدأ
وبمركبي تهتُ عن المرفأ
في البحرِ رأيتُ مركَبَك
وسطَ الأمواجِ لم يهنأ
فارتعدَ القلبُ لرؤيَتِه
إعصار يقوى ولم يهدأ
يبحثُ بعينيكِ عن مرساة
عن طوقِ نجاةٍ عن زورق
كي يرسو
كي يغفو
كي يطفو
ولا يغرق
فكلانا يبحثُ عن مرساةٍ
وكلانا في البحرِ يغرق)
يواصل مناجاته وهمساته وخلجات قلبه وهو يبحث عن بر الأمان عن مرسى يرتاح فيها هنا تمنى الشاعر أن يرسو مركب الحبيب على صدره ويستقر بصفة نهائية حيث قلبه هو المرسى حيث سيكون المنى والحلم المرتقب وفي مرفأ القلب ستكتمل فصول حكاية العاشقين ملحمة ستشهد لها الطبيعة والسماء ذكرى لا تنسى ولا تنمحي قصة قوية الأسس لا تخشى أمواج البحر.
رغم أن الحبيبين يغرقان في بحر العشق بين إعصار قوي وأمواج عاتية تفقد الشعور بالأمان والطمأنينة ارتأى الشاعر أن يبني لحبيبته مرفأ الهناء والسلام في قلبه كي يرسو في أمان ويغفو في احلام العاشقين يطفو على صفيحة النجاة من الغرق والهلاك.
(لو يهدأ مركبُكِ ويرسو
يتأرجح على صدري ويغفو
وأكون حلمُكِ والمرسى
وحكايةُ عِشقٍ لا تُنسى
لا تخشى أمواج البحرِ
في قلبي بنيتُ لها مرفأ
فارتعدَ القلبُ لرؤيَتِكِ
إعصار يقوى ولم يهدأ
يبحثُ بعينيكِ عن مرساةٍ
عن طوقِ نجاةٍ عن زورق
كي يرسو
كي يغفو
كي يطفو
ولا يغرق
فكلانا يبحثُ عن مرساة
وكلانا في البحرِ يغرق)
وأخيرا استولى الشاعر على كل جوانب حبيبته وكسر كل حواجز الخوف وكل الموانع والشوائب فصار قلبه مرسى الحياة الأبدية في درب الحب السعيد بعيدا عن الغرق والهلاك
(هدأت أمواجك في قلبي
ورستْ مرساتُكِ في دربي
أوزار البحرِ تُطاردُك
وجنونُ الريحِ يحاصرُك
عيناكِ تبحثُ عن ملجأ
في قلبي وجدتُ لكِ مخبأ
فارتعدَ القلبُ لرؤيَتِك
إعصار يقوى ولم يهدأ
يبحثُ بعينيكِ عن مرساة
عن طوقِ نجاةٍ عن زورق
كي يرسو
كي يغفو
كي يطفو
ولا يغرق
فكلانا يبحثُ عن مرساة
وكلانا في البحرِ يغرق
كلانا في الحبِ يغرق
كلانا في الحبِ يغرق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق