أبحث عن موضوع

الأحد، 3 يناير 2021

أبواب الماء ................. بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية



××× 11


النَّسمَةُ فَكَتْ جَدَائِلَها

ورَفرَفَتْ أغصانُ الكلامِ 

عندَ أبوابِ الماءِ .


××× 12


كالرِّيحِ تَنفَرِدُ أجنحةُ لُغَتِي

تحمِلُ جبالَ حُزني

فتصطَدِمُ بمرايا النَّدى

تتهشـَّمُ القَصيدةُ

ولا ينطُقُ الحُطَامُ .


××× 13


أغفو على ساعدِ الذِّكرياتِ

قلبي يسبحُ في فضاءِ الشَّوقِ

ودمعي يسري في أوردةِ الليلِ

يمضي إلى ركنِ الصمتِ

وأنا أمُدُّ  جسرَ  الكلماتِ

إلى أُذُنِ الخوفِ .


××× 14


الطريقُ يفهمُني

يقرأُ ما في قلبي من حنينٍ

ويُبصِرُ دربَ أشواقي

في أعالي لهفَتِي

وقُممِ بكائي 

وذُروةِ صبري 

وأراه في دمعِ خطاي

يَلتفُّ حولَ انتظاري

كحبلِ النارِ في أوردتي

يحملُ نهايةَ دمي 

في زورقِ السكينةِ

وأنا أشدُّ المسافةَ نحوي

كطائرٍ فَقَدَ فضاءَهُ

وأرسُمُ في عطشي

بحيراتِ ظنوني

علَّ الدَّقَّ على الأبوابِ

لا يصدأُُ 

ويدخُلُ الندى إلى جرحي 

بعد شللٍ مريرِ  الهُتافِ .


××× 15


الخيبةُ رَسَمَتْ مَلَامِحَهَا على خُطوتي

وأنا أجتازُ مَمَرَّاتِ حُدُودِي

لأعبُرَ نَفَقَ الكلامِ .


××× 16


أتجاهلُ نبضَ قلبي 

كلَّما نادى عليكُمُ

أَنتمْ مَنْ زرعَ الوِحشَةَ

في أرضِ انتظاري

وقدْ طالَ موتُ المجيءِ

حينَ أبوابُكُمْ أُغلِقَتْ

بوجهِ حَنينِي .


××× 17


لمْ يبقَ في أورِدَتِي 

سِوى السـُّؤالِ 

تَعُضُّ عليهِ نواجِذُ دمِي

وآفاقُ الأغلالِ .


××× 18


الدمعةُ تخلعُ نعلَيْها وتسيلُ من القلبِ

على خُدودِ العمرِ

والقلبُ يزدردُ النارَ مِن نبضِهِ

ويصيحُ على الحبِّ 

بِكُلِّ لُغاتِ الموتِ

وما تبقى من أبجديَّةِ الصَّمتِ

علَّ الأحجارَ تسمعُ خريرَ الوقتِ

من ظلمةِ الطُرُقاتِ في الصدرِ

لتنامَ شهقةُ الإعصارِ في النبضِ

وتعودَ للمدى بيارةُ الومضاتِ 

أصحو .. ولا تنهضُ خطايَ 

أنهضُ .. ولا تصحو عزيمتِي

أفتِّشُ الدَّربَ عن جسدِي .


××× 19


كامِلَةُ الفِتنةِ 

أَغدقَتْ عليَّ الانتظارَ

بَكَتِ النافِذةُ 

لمَّا ابتلَتْ بالغيابِ

وأَطَلَّتْ على شُهُوقِ  ارتجافِي .


××× 20


نهضتِ الأرضُ لمَّا تكسَّرتْ أجنحتي

وقالت :

- تَعكَّزْ على ندى الحُلُمِ

فالأفقُ مغلقُ الدّربِ

إن لمْ تَتّجِهْ صوبَ نفسِكَ

فانزعْ عن  قلبِكَ العجزَ

واشربْ ثُمالةَ الرّملِ

لِيبزُغَ الوردُ فيكَ 

مثلَ غمامِ  النّارِ 

في رُوحِكَ العطشى للانتشارِ .


                               إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق