أبحث عن موضوع

الأحد، 3 يناير 2021

منعرج قطار العمر .............. بقلم : وليد.ع. العايش _ سورية




لايزال الوقت مبكرا 

فإن الفجر يغطس في صحن ماء 

والشمس غافية على جذوعها 

قالها آمر القطار وهو يدير ظهره 

لم يعرني اهتماما  ... 

أو كأنه لم يسمع آخر ما قلت 

رفرف طائر فوق رأسي ، فانتعشت 

لا شيء في هذا الصباح

يوحي بكثير من التعجب ، والغرابة 

فالسحابة هي السحابة 

وتعرجات السكة كما كانت 

تجثو على ركبتيها بانحناء 

هو لا يوحي بأي شيء لم يأت بعد 

من الألم المداهم للحياة 

لنهاية غلصمة السمكة الحزينة 

حقيبتي على حجر تنتظر الصعود 

وربطة العنق تشتد بتأزم ، كالرياح 

أي شيء سوف يلهمني السفر 

أهو العصفور المرفرف ، أم الحقيبة 

أم عامل المحطة السبعيني الظهر 

أم ذلك الناطور الذي 

غادر دون اكتراث ،ربما 

الكل هنا لا يعجبه هذا الصباح 

ومنظري المدفون ضمن إطار 

موشى بالزجاج ، دون انفراج 

لكن القطار يحضر خلسة

بصفيره الشاحب ، ودخانه 

الأسود كالرداء ، تاركا 

بعض الغبار يلاحقه 

كأنفاسي التي تلفظ بقاياها 

في الطريق ، وعلى الطريق  

تتكور جوقة البجع اليتيمة ... 

مهاجرة هي أيضا كما أنا 

وكما البقية ، في الشتاء  

أتى المطر على استحياء 

فقلت في سري لعله لم يرد الحضور 

تناثرت على ضفة المنعرجات 

الكثيفة ، كاللحى ... 

حصيات تمهد للرحيل 

اختفت الجوقة من ناظري 

ومن الفضاء ، واختفى 

مأمور القطار من العربة الأخيرة 

يبدو بأن رحلتنا : ( يا مايا ) 

تئن كحمامة منتوفة الريش 

كحارس ليلي فقد بندقيته 

فأمسى عاريا ، وأمست حديقته 

بلا مأوى ، فحاول أن ينتصر 

وأصبحنا ( أنا وأنت ) عاريين 

كجثتين ، تلهو بهما الرياح كالدمى 

رياح هذا الفجر المكلل بالصهيل 

زفرة ، صرخة ، ونداء  

ورحلة تأبى الصعود للسماء 

هواجس تعبث كالرصاص 

توقف القطار في نهايته 

دون أن يدري ... 

هل تعطلت الأشياء كلها 

نظرت من نافذتي التي باتت 

في طور التحول للفناء  

هي تشبه وجه ابنتي التي 

مازالت في رحم أمها 

تجلس بسكون ، القرفصاء 

فرأيت الصباح يلتحف المساء 

فالتحفت نفسي أنا أيضا 

وكذلك فعل القطار  ...


١٥ / ١٢ / ٢٠٢٠ م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق