أبحث عن موضوع

الأحد، 20 ديسمبر 2020

تَلاشٍ .................. بقلم : عبد الجبّار الفيّاض // العراق



                 

عشقتُها فيكَ  

برائحةِ عنبرِكَ المَسفوحِ على سيقانِ سنابلِه  

لم يَشممْهُ أحدٌ إلآ شُفيَ من كُلِّ داءٍ إلآ من مسٌّ عِشق . . .

بطعمِ تمرِكَ البرحيِّ هديةً من عمّةٍ كريمةٍ 

أطعمتِ العذراءَ جَنيّاً من غيرِ مَنّ . . . ١

بتبرعُمِ الحياةِ على أكتافِ رافديْنِ تعانقا بقبلةٍ 

لنْ يفترقا ما حَلِمَ ليلٌ بمطلعِ فجرِه  . . .

. . . . .

إنّكَ أحياناً هي

في موكبٍ سومريّ 

يستقرُّ في سُرّةِ الكونِ إلهاً 

يهَبُ الجُلّنارَ لخدودِ عذارى زقّورةٍ عقُمتْ أنْ تلدَ كمثلِها عُصور  . . .

نغَمٌ بحريّ على شفةِ الخليج 

يهزُّ أشرعةَ الحَنين

لعودةِ نوتيٍّ أضاعَ ذاكرتَهُ في بحرٍ  

يغتصبُ أمواجَهُ عاصفُ ريح  . . .

لكنَّهُ عادَ لحبيبةٍ 

غزلتْ أيامَ وحشتِها ثوبَ لِقاء . . .

. . . . .

أحببتُكَ فيها من ألفِكَ المُشرئِب ليائِكَ المُندَسِّ في حبلِ الوَريد . . .

عشقتُها 

عشقيَ أثداءَ باسقاتِكَ بظلالٍ

يتوسّدُهُ عاشقٌ 

يحلمُ بما تمنّعَ عليهِ في المنامِ معشوق . . .

بقبضةِ خِصبٍ 

تحملُها عشتارُ ليبابٍ 

يغزلُها المطرُ سنابلَ لجفافٍ 

تنزّلُهُ السّماءُ سوطَ جوع . . . 

لكنّكَ طاعمٌ على مدى ما كنتَ فيهِ تُزار . . .

. . . . .

ننّارُ ٢

تهبطُ . . .

تستحمُّ بلُجةِ هورِكَ الدّافيءِ بأنفاسِ قصبٍ 

تداعبُهُ الرّيحُ مزاميرَ

تعزفُ البقاءَ

أنْ سلامٌ على سيّدِ النّور . . .

خرجَ منهُ 

وإليهِ الأنبياء . . .

حنانيْكِ أيّتُها السّماء 

هل أتاهُ زمنٌ 

لا يهتفُ لهُ فيهِ صوتٌ إلآ صُلب ؟

. . . . .

بعيونِها 

عشقتُ سوادَ ليلكَ العبّاسيِّ على أنغامِ وترٍ هاربٍ غيثاً لزمانِ وصلٍ في قُرطبة . . .

أراها في لياليكَ الألفِ 

تمشّطُ لشهرزادَ جدائلَها على ضفافِ دجلتِكَ على وقعِ( لمّا بدا  . . . ) . . . ٣

أتذوبان 

أنتَ 

هيَ 

كما أذوبُ أنا 

لرفيفِ جفونِ خَجلٍ تحتَ خِمار ؟

تُرى

أَيملُكُ العُشاقُ رهيفَ قلبٍ 

يهزأُ بكُلِّ ما تستبطنُهُ جماجمُ

خلتْ من نافذة ؟ 

. . . . .

أتذكُرُ بلقيسَكَ المَلاك

لمْ يُنكّرْ لها عَرش

ما كشفتْ . . . 

إذْ خطفَها على حصانِهِ الأبيضِ ذلكَ الدّمشقيّ الشّفيف ؟

لتكونَ أيقونةَ عشقٍ خالدٍ على صدرِ الموت . . .

جميلٌ أنتَ حتى به 

تكونُهُ لتحيا !

الخالدون

لا يُريدونَ للشّمسِ أنْ تمُنَّ عليهم بضوء 

فهم شموسٌ كذلك !

. . . . .

أعودُ إليكَ من رحلةِ عذابٍ 

سُندُباداً مُحمّلاً بعاطرِ ما رقصتْ لهُ ثيابُ غانية . . . 

فبصرتُكَ مع اللّيوة ٤

ترسمُ إيقاعَ أزمنةٍ بلونٍ سومريٍّ

تجودُ بهِ بيادرُ الحَصاد . . .

حينَ  أراكَ على شفتيْها روجاً أحمرَ

لا أفقَهُ من صلاةِ العشقِ سوى تكويرةِ أشتهاء . . . 

شطرانِ 

يُولدُ الشّعرُ بينَهما رديفاً للحياة . . .

ليكنْ أيّكُما في قلبي 

لا تكتملُ الصّورةُ إلآ بحضورِ غائبِه ! 

. . . . .

كيفَ لا أعشقُكَ وإيّاها في تجلّياتِ العَدويّةِ ؟

بما مزّقتْ بهِ العبّاسةُ خارطةَ العشقِ الممنوعِ تحتَ سطوةِ السّحابةِ الماطرة ؟

غنّاكَ على بعدٍ ابنُ كوفتِهِ الحمراءَ في بريدِ غُربتِه بصوتٍ رخيم ؟ ٥

قد تأخذُني إغفاءةٌ عابرة

غيرَ أنّي أراكَ في عينيْها 

الصّديقَ في عُيونِ زُليخة !!



كانون ١ / 2020


الرحمة والسلام إلى روح المعلم الذي أبصرت نور الحروف بين يديه المندائي المرحوم زكي زهرون في مدرسة التميمية الابتدائية في البصرة . 

١ - (اكرموا عمتكم النخلة) 

حديث نبوي شريف .

٢ - آلهة القمر عند السّومريين .

٣ - أحد الموشّحات ذائعة الصّيت . 

٤ - رقصة بصريّة معروفة . 

٥ - الجواهري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق