أبحث عن موضوع

الأحد، 30 أغسطس 2020

دموع وحرائق / سرد تعبيري ................ بقلم : سامية خليفة _ لبنان




الدَّمعةُ حريقٌ وإن كانتْ في ميزانِ المشاعرِ تساوي قطرةَ ندى على خدِّ وردةٍ إلا أنَّ الندى المحمَّلَ معهُ رذاذَ دموعِ قهرٍ يُثقبُ البتلاتِ.الدَّمعةُ مخزونُ الدَّهشاتِ حينَ يكونُ مصدرُها فرحةً تنشرُ السِّحرَ تُطفئُ الرَّيبةَ تبلسمُ الجراحَ ،الدَّمعةُ الأتونُ الملتهبُ تُلبسُ المناديلَ حرائقَ منْ جمرٍ معطَّرٍ بالآهاتِ. 

في الغيمةِ حرائقُ من صدماتٍ امتصَّتْها يومًا أشعَّةُ الشَّمسِ منْ قلوبٍ تغلي تذرفُ الدُّموعَ لآلئَ ومضُها هو بريقُ نارٍ تحفرُ الأخاديدَ على وجوهٍ طريَّةٍ،دموعٌ إتَّشحَ لهيبُها بظلالِ المشاعرِ المكبوتةِ المتفجرةِ ذاتَ موقفٍ صادمٍ براكينَ لا تخمدُ حممُها .بعضُ المشاعرِ تتأبَّطُ نارًا هادئةً وعلى حينِ غرَّةٍ وبعدَ مفاجآتٍ رعناءَ تنفثُ هسيسَها الماكرَ.

الحرائقُ لا تنتهي في عالمٍ مشحونٍ بالغباءِ، ذلكَ الغباءُ المنثورُ في العقولِ الخردةِ المؤدِّيةِ دهاليزُ فلقاتِها الى الجحيمِ حيثُ أخطرُ الذَّكاءِ ذلكَ المغلَّفُ بالنَّرجسيةِ المفرطةِ المبطَّنُ بالغباءِ المنتحلُ لصفةٍ لا تشبهُهُ المتنكِّرُ بقناعٍ بضٍّ تقبعُ تحتَهُ تشوُّهاتُ وجوهٍ تتآكلُها النّيرانُ ربَّما هي نيرانُ حقدٍ دفينٍ أو كرْهٍ دمَّرَ صاحبَهُ ليمسيَ ومنْ حولَهُ بقايا منْ رمادِ حريقٍ.

الحرائقُ أثداءٌ  مبتورةٌ لنساءٍ يجمِّلْنَ مكانَها بالوهم فلم يقبلن بعمليّاتِ ترقيعٍ، إلا أنَّ تلكَ اللامبالاةَ لنْ تبرحَ بعدَ أوَّلِ همسةِ حبٍّ أنْ تُشعلَ وتُحرقَ الرّوحَ ، من يشعرُ بتلكَ النارِ إلّا منْ أُضرمَتْ فيهِ النيرانُ؟ 

حسبُنا والعِقَدُ المترفةُ بلمساتِ عاقِديها ترفرفُ بحبالِها نحوَ الأفقِ حتّى ليخالَ الرّائي أنها طيورٌ بيضاءُ تحملُ في مناقيرِها أغصانَ زيتونٍ وبعدَ الصَّحوةِ من السَّكرةِ لن يراها إلا حرائقَ من انفجارٍ ربَّما تلكَ الحبالُ ما هي إلا جثثٌ ما هي إلا عُصِيُّ أعلامٍ محترقَةٍ  أبتْ أن تتفحَّمَ ! يا لَلْحرائق التي لمْ تُبْقِ حتَّى على ذرَّةٍ منْ قصورٍ شيَّدَها الخيالُ وزيَّنْتْها الأحلامُ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق