أبحث عن موضوع

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

"عساف" .............. بقلم : عادل نايف البعيني _ سورية

 




قصيدة أنشدت في منطقة الشخروب قرية بسكنتا بلبنان في ذكرى إماطة الستار عن تمثال الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة الذي نحته في صخر جبل صنين الأخوان 



العين تحكي


كـمْ  أقلقَ  السُّهدُ عند الوجدِ أَجْفانا

وشـتَّتَ   البـيـنُ   ألـبابـاً   وأَذْهَــانـا


إنَّ  الـحـياةَ  إذا  ما جِئْـتَـها طَـرِبـاً

رَشَفْتَ مِنْها رَحـيقَ  الحبِّ   ألوانـا


فَـلا  أنيـنَ  لــئنْ  جاءَتـْكَ ضاحِكَةً

سِحْـرُ الحياةِ  بأَنْ  تَلْقاها نَـشْـوانا


أيا نـُـعـَـيْـمَــةُ   قَـد أمّــينا  تَـكْرِمةً

لِـمن   تَسامى فَـأعطانا   وأغْـنـانـا


تلكَ  الـوفودُ  إلـى  ذِكْراكَ زَاحِـفَةٌ

جاءَتْ  تُحيِّي زَرَافاتٍ  و وِحْدانـا


زوُّارُ   كَرْمِكَ  تـَأْتـي  اليَـومَ  حامِلَةً

جَنْيَ العناقيـدِ مِـنْ  زادٍ  لهُم   كانـا


زادُ  الـمَـعادِ*   و غِــربْـالٌ*  بهِ  دُرَرٌ

فـَاقَــتْ جَمالاً بَديعَ الشّـِعرِ   أَحْيانا


زيحوا السِّتارَةَ  قد  شاقـَتْــنا طلَّـتهُ

والجَـمْعُ  بـاتَ  إلى رؤْيــاهُ    ظـَمْآنا


فاشْمَـخْ  برأسِكَ  يا صِنّينُ  مُبْتَـهِجاً

هــذا   نـُعَـيمـةُ  قَـْدْ ساواكَ    بُنْيـانـا


نُصْبٌ   تــَعَمْـلقَ  للعـليـاءِ   مُـمْتَـطِياً

ضَــهْرَ الـمَـجَرَّة  والـجَوْزاءِ   أرْكـانـا


جُلْـمودُ  صخرٍ  تجلَّى  في قَداسَتِـهِ

وجْـــهُ الـبَـراءةِ  قـَدْ زادَتهُ   تحْـنانـا


تباركَ  الـله  فـي  إبْــداعِ   ناحِـتِـه*

 إذْ أنطقَ الصَّـخرَ  صِلْصالاً وصُوُّانـا


نـَسْتَلْـهِمُ  الشّـِعرَ  من دُنياكَ  عاطرةً

فالوَحْيُ أنتَ  غَداةَ  الوَحْيُ قد خَانا


ما شَيّـدَ الـمَجْدُ  صَرْحاً أنتَ رائِـدُهُ

إلاّ    ونـَحْـنُ   نـراكَ   فيـــهِ   رُبَّانـا


أنـتَ  المنارةُ  لإنسانـِـيةٍ   جُرِحـَتْ

العَـينُ   تَحكي  علامَ  كُنْتَ  إنسانا


****

* زاد المعاد - غربال من كتب ميخائيل نعيمة. 

 * عسّاف عسّاف ناحت التمثال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق