أبحث عن موضوع

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

أحلام..بومة..عراقية / قصة قصيرة ............. بقلم : علي حداد // العراق





الكلمة: في بلاد أللٌه ..البومة لها حلمها الكبير ..في خربة تحقق لها ألامن..وألأستقرار ....


ألأهداء : الى بوٌم أليوم..إبشروا بجنتكم في العراق

كانت بومة شابة وجميلة تجلس فوق أغصان نخلة  يابسة أغتالها احدهم

..وهي الان تفكر بحبيبها بحيرة كأي يافعة تطمح في الزواج ..وهي تستعيد ذكرى لقاءها الأخير معه ..كان هو الآخر تغرقه الحيرة ..وشبح إبتسامة بلهاء تمتطي شفتيه ..وكان بودها أن تمزق ذلك الشبح الابله وهي تسأله بلهفة :

- مالذي دفع امك العرافة الى عدم المجيء لخطبتي واتمامها؟

وكأنما لطمته بمكنسة على وجهه ..تنحنح مرتين قبل ان يجيب

- تعرفين عزيزتي كم أكره هذا الموضوع ..وأمي كما يعرف الجميع هي عرافة قومنا ..ومعرفتها أكدت لها أن امك ستحاول ابتزازها ..وهي تضمر وداً ناقصا لها ولأبي ,وعليه ستعرقل زواجنا بطلباتها غير المعقولة !

أصابت المسكينة دهشة واستياء فتساءلت بحرقة:

- أمي ؟ تفعل ذلك ؟ وانا وحيدة قلبها وزهرته ..مستحيل ..هي حجتكم للهرب من عش الزوجية ..

- حسنا لاتبكي عزيزتي وتدمري عينيك  الجميلتين بدموع لااطيق رؤيتها ..في مساء الغد ستقول امي العرافة كلمتها لأمك والسلام على من اتبع الحب.....

وفي المساء وبعد ان فرغت العرافة من عملها ذهبت لتخطب لابنها العاشق..راحت  تنتظر بضجر ورغبة تعصرها ان تستقريء ما ستقوله تلك العينين الوقحتين لكنها عجزت عن اكتشاف ما يدور في اعماقها من مكيدة ..ودسائس واخيرا نطقت بلهجة أخاذة:

- تعرفين سيدتي العرافة هي سلوتنا الوحيدة انا وعجوزي الجميل الذي كد وانتقل من خرابة الى خرابة ..وتعب العمر كله من أجلها وكل طلباتنا فقط عشرة خرابات كمقدمة وخرابتين كمؤخر !!!

وبكفيها ضربت العرافة على فخذيها ..كأنما شعرت ان كرامتها قد جرحت وان كبرياءها وقد ثلم وان خطواتها نحو خرابة هذه البومة ناشها الذل والمهانة .. وان هذه القصة المجنونة ستنتشر من الفاو الى زاخو وأن بوم إقليم كردستان سيشمتون بها ..فراح الغضب يحتل مساحة كبيرة من كيانها

انتظرت ان يغادرها انفعالها لتقول بود كبير:

- صديقتي الرائعة كنت اعرف جيدا طلباتك غير العادلة لكن ولدي اصر وألح علي فمن أين سآتي لأبنتك بعشرخرابات ؟ها من أين ؟وانت تعرفين جيدا تقاليدنا وأعرافنا والعادة جرت ان تكون المقدمة خرابتين  والمؤخر خرابة واحدة..أين ألانصاف صديقتي ؟

كانت تهز راسها بعناد كبومة تعرف جيدا ان ابن العرافة لايفرط في ابنتها ابدا.. ثم قالت بحزم وهي تلملم نفسها :

- ابنتنا فلذة كبدينا وحبيبة عمرنا تستحق ذلك ولا اتنازل ولو عن ربع خرابة !

تنفست العرافة الصعداء وراحت تضرب اخماس في اسداس < ثم ضربت تخت رمل > وعلى غير توقع حل السرور والبهجة في عينيها كأنما أخبرها شيطانها بشيء ما اسعدها وكاد الرقص ان يأخذ بجسدها :

- صديقتي الغالية إسمعيني جيدا إذا بقي هؤلاء القتلة..والسراق ..وعصاباتهم هذه ..تحكمنا فأنا أعدك بدل العشرة خرائب اعطيك عشرون او اكثر

< وفوكاها بوسة>


15-9 – 2019 خرائب وخراتيت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق